هذا المشروع ليس مجرد بنية تحتية جديدة تُضاف إلى رصيد الجمعية، بل هو رؤية شاملة تستشرف المستقبل، وتضع الإنسان، وخاصة الطالب والطالبة، في صلب الاهتمام.
نحن أمام مبادرة رائدة بكل المقاييس، سواء من حيث المساحة الممتدة على 10.000 متر مربع، أو من حيث تنوع الخدمات التي ستُوفرها، والتي تشمل مجالات الصحة، الرياضة، الثقافة، الفن، والإيواء، في بيئة محفزة على التحصيل الأكاديمي، داعمة للتفوق، ودامجة للبعد الإنساني في العملية التعليمية.
وفي حال تم إنجاز المشروع كما هو مخطط له، فسيشكل نقلة نوعية في حياة الطلبة القادمين من إقليم تيزنيت ونواحيه، ممن طالما واجهوا تحديات السكن والإيواء، وافتقارهم لمرافق تدعم طموحاتهم وتُيسّر اندماجهم في الحياة الجامعية.
إنه ليس مجرد فضاء للإقامة، بل منظومة متكاملة للنمو الذاتي، حيث يمكن للطالب أن يتعلّم، يمارس هواياته الرياضية والفنية، ويعيش في مناخ نفسي واجتماعي متوازن.
كما سيكون المركب متنفسًا حضاريًا مفتوحًا ليس فقط لأبناء الساحل، بل لعموم شباب إقليم تيزنيت، بما سيحتويه من مرافق قد تساهم في تنشيط الحياة الثقافية والرياضية بالجهة.
وراء هذا الحلم رجل استثنائي، لا يُقاس بعطائه المالي أو الإداري فقط، بل برؤيته العميقة، والتزامه الصادق بقضايا الإنسان: الحاج إبراهيم السافني، اسم اختصر معنى المبادرة، وقدم نموذجًا حيًا لما يمكن أن يحققه الإخلاص حين يقترن بالحكمة والذكاء الاجتماعي.
من مشروع مأوى الطالبات بحي السلام، إلى هذا المركب الضخم المجاور لكليات الطب والهندسة، يتضح أن الرجل يحمل مشروعًا استراتيجيًا متجذرًا، يروم تحرير الإنسان من الجهل والتهميش، وفتح آفاق الأمل والكرامة أمامه.
هو لا يبني مشاريع عادية، بل يبتكر بيئات حاضنة للأمل، منصات لإطلاق الطاقات، ومرافئ تنير دروب النجاح، دون أن يتخلى عن تواضع الكبار وعزيمتهم التي لا تعرف الانكسار.
إن هذا المشروع، في شكله ومضمونه، يستحق الإجماع والدعم، لأنه ببساطة استثمار في أعظم ثروة: الإنسان.
ولأن خلفه رجل بحجم الحاج إبراهيم السفني، فإننا نؤمن بأن الحلم سيتحول إلى حقيقة، وأن مركب باني سيُصبح منارة مضيئة في مسار الطلبة، وشعلة أمل لأبناء الساحل وإقليم تيزنيت بأسره
تعليقات الزوار ( 0 )