مولاي عزيز أخواض

احتضن فندق ورديغة بمدينة واد زم، إقليم خريبكة، مساء اليوم الخميس 3 يوليوز 2025, ندوة صحفية خصصتها إدارة مهرجان واد زم للثقافة والفنون لتسليط الضوء على تفاصيل الدورة الرابعة، المزمع تنظيمها ابتداءً من 21 يوليوز الجاري، تحت شعار “تنوع الثقافات رافعة أساسية للتنمية”، في سياق السياسة التشاركية التي تتبناها إدارة المهرجان، وحرصها على التواصل الدائم مع الجسم الإعلامي.اللقاء الصحفي شهد حضوراً نوعياً لوسائل الإعلام الجهوية والوطنية، وفعاليات ثقافية وجمعوية مهتمة، وتم خلاله تقديم الخطوط العريضة لهذه التظاهرة الفنية والثقافية، التي تروم إبراز الغنى الثقافي للمنطقة، وتعزيز الدور التنموي للموروث الثقافي في سياق مقاربة شمولية تجمع بين الفن، التراث، الاقتصاد، والمجتمع المدني.في كلمته الافتتاحية، شكر مدير المهرجان محمد سقراط مختلف المؤسسات الإعلامية التي واكبت المهرجان طيلة دوراته السابقة، كما خص بالشكر أعضاء إدارة المهرجان، والسلطات المحلية التي سهلت كافة الإجراءات الإدارية واللوجيستيكية المرتبطة بالتنظيم، مبرزاً أن نسبة التحضيرات بلغت حوالي 95 في المائة، في انتظار اللمسات الأخيرة.وأكد المتحدث أن هذه الدورة الرابعة تتميز بتنويع فقراتها الفنية والثقافية، حيث تم اختيار 41 فرقة للفروسية، مع الحرص على تعزيز مشاركة المرأة في التظاهرات الفنية، إلى جانب إقامة عروض غنائية على المنصة الكبرى بساحة الشهداء، التي ستشهد توافد جمهور من مختلف مناطق المغرب.وتمت الإشارة إلى أن المهرجان يشكل مناسبة لتفعيل دينامية اقتصادية محلية، حيث تشهد المدينة خلال فترة المهرجان انتعاشاً تجارياً وسياحياً، بفضل استقطابه لعدد مهم من الزوار والفنانين. كما يُعد فرصة سانحة للتعريف بالمنتوج التراثي والثقافي للمنطقة، عبر انخراط غرفة الصناعة التقليدية الجهوية، ومشاركة عارضين تقليديين ضمن فعاليات المهرجان.من جهته، أشاد مدير المهرجان بالدور الكبير الذي تقوم به الجمعية المنظمة، والتي تشتغل طيلة السنة من أجل الإعداد والتخطيط، مؤكداً أن إدارة المهرجان أعطت هامشاً واسعاً للتسيير الذاتي للمجتمع المدني، إيماناً بضرورة إشراك الساكنة في إدارة مهرجانهم، باعتباره مهرجاناً موجهاً بالأساس لساكنة واد زم وضيوفها وشركائها.في السياق ذاته، جرى تسليط الضوء على الشراكات الاستراتيجية التي يقوم عليها المهرجان، وعلى رأسها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، باعتباره شريكاً أساسياً، إلى جانب عمالة إقليم خريبكة، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، وباقي الشركاء العموميين والخواص، بما في ذلك وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وعدد من القنوات العمومية التي ستواكب التظاهرة.وفي ختام الندوة، وجه مدير المهرجان تحية تقدير إلى السيد عامل إقليم خريبكة، مشيراً إلى أنه كان مشرفاً على عدد من التجارب الناجحة في تنظيم مهرجانات بكل من المحمدية ومديونة، ما يعكس رصيده الإداري والثقافي في دعم مثل هذه المبادرات الجادة والملتزمة.

المهرجان، إذن، لا يكتفي بدوره الثقافي والفني، بل يسعى إلى ترسيخ تقاليد تنموية تشاركية تعزز موقع واد زم كفضاء للإبداع والانفتاح، وتعيد الاعتبار إلى الثقافة كرافعة للتنمية المجالية والبشرية.