
مولاي عزيز أخواض
انطلقت مساء اليوم الأربعاء 09 يوليوز 2025، بالمركب الثقافي لمدينة خريبكة، أشغال المؤتمر الإقليمي السابع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وسط حضور سياسي لافت للكاتب الوطني الاستاذ إدريس لشكر و أعضاء المكتب السياسي، والمكتب الوطني، والبرلماني محمد حوجر، إلى جانب تمثيليات المكاتب الجهوية والمحلية، وفعاليات من الشبيبة الاتحادية.وشهدت الجلسة الافتتاحية أجواء حماسية، رفعت خلالها شعارات سياسية تعكس انخراط المناضلين في الدفاع عن خط الحزب، والتشبث بهويته الفكرية والاجتماعية، حيث افتتح اللقاء بعرض شريط وثائقي يستعرض أبرز المحطات التاريخية للحزب، من تأسيسه إلى اليوم، واستُحضرت من خلاله شخصيات اتحادية وازنة أثرت المشهد السياسي المغربي، من قبيل عمر بنجلون، عبد الرحيم بوعبيد، محمد عابد الجابري، عبد الرحمن اليوسفي، محمد اليازغي، وغيرهم من رموز المدرسة الاتحادية.
في كلمة ترحيبية، عبّر إدريس السالك، رئيس اللجنة التحضيرية وقيادي إقليمي، عن أهمية هذا اللقاء التنظيمي والسياسي، مؤكداً على أن المؤتمر يشكل مناسبة لإعادة بناء الهيكلة الإقليمية وتجديد العهد مع القيم التي تأسس عليها الحزب.

أما الكاتب الإقليمي الأستاذ سعيد المسكيني، الذي تولى هذه المسؤولية لمدة سبع سنوات، فقد ألقى كلمة قوية ومؤثرة، حملت دعوة صريحة للاتحاديين من أجل توحيد الصفوف وتجاوز كل الخلافات الظرفية، معتبراً أن المرحلة الراهنة تستدعي بلورة سياسة حزبية ميدانية تستحضر هموم المواطن وتعزز موقع الحزب في المشهد السياسي. وقال المسكيني بنبرة واضحة إن المسؤولية التنظيمية لا ينبغي أن تكون هدفاً في حد ذاتها، بل وسيلة لخدمة المشروع الاتحادي بقيمه وتاريخه ومبادئه. كما عبّر عن وفائه للحزب، واعتبر المؤتمر لحظة انبعاث جديدة لروح العمل الاتحادي في الإقليم.الكاتب الجهوي للحزب، نور الدين زبدي، أكد في كلمته على الأهمية الاستراتيجية للجهة في بنية الحزب التنظيمية، داعياً إلى تجديد أساليب العمل السياسي والانفتاح على الطاقات الجديدة، مع ضرورة ملامسة قضايا الشباب، والتحديات الاجتماعية التي تواجهها الفئات الهشة في العالم القروي والمراكز الحضرية المتوسطة.بدوره،

ألقى الكاتب الأول للحزب، الأستاذ إدريس لشكر، كلمة سياسية شاملة، استعرض فيها التحديات التي تمر بها الساحة الوطنية والدولية، مشيراً إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي بالتزامن مع الذكرى الخمسين لأول مؤتمر إقليمي للحزب في خريبكة، ما يجعل اللقاء لحظة رمزية من أجل التقييم والمساءلة واستشراف المستقبل.وتوقف لشكر عند النجاحات والإخفاقات التي طبعت تجربة الحزب، معتبراً أن العمل السياسي الجاد لا ينفصل عن الدفاع عن استقرار الوطن ووحدته الترابية، مذكّراً بأدوار القادة التاريخيين، من جلالة المغفور له الملك محمد الخامس إلى جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، في ترسيخ أسس الدولة الحديثة، ومثمّناً الدور المحوري لجلالة الملك محمد السادس في مواصلة أوراش الإصلاح، والدفاع عن القضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية.وأعرب لشكر عن أسفه الشديد للسلوكيات غير المشروعة التي تنهجها الجزائر وصنيعتها “البوليساريو”، مؤكداً أن الحزب يدعم الموقف الرسمي للمملكة والدبلوماسية المغربية، سواء على المستوى الإفريقي أو الدولي.في الجانب الاجتماعي، أثار الكاتب الأول للحزب مخاوفه بشأن ما وصفه بـ”المؤامرة غير المعلنة لتحييد المستشفيات العمومية”، والتوجه نحو تسليع قطاع الصحة لصالح المصحات الخاصة، داعياً إلى حماية الحق في العلاج، ومجانية الخدمات الصحية الأساسية باعتبارها أحد أركان العدالة الاجتماعية.واختتم المؤتمر بتكريم عدد من الشخصيات الاتحادية التي ساهمت في بناء الحزب وتنشيط الحياة السياسية محلياً، قبل أن يتم انتخاب الأخ عبد الرحيم لغبايد كاتباً إقليمياً جديداً للحزب بخريبكة، في أجواء اتسمت بالشفافية والروح الديمقراطية.ويُنتظر أن يشكل هذا المؤتمر منعطفاً مهماً في مسار الحزب بالإقليم، خصوصاً في ظل التحديات السياسية والتنموية التي تواجه المنطقة، ومع طموح الاتحاد الاشتراكي لاستعادة زخمه التنظيمي والانتخابي على المستوى الجهوي والوطني.
تعليقات الزوار ( 0 )