مولاى عزيز أخواض

يواصل المهندس عز الدين كريران، أحد أعمدة السينما الإفريقية ومؤسسي المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، حضوره الوازن في المشهد السينمائي الدولي، بعد اختياره رئيسًا للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين من مهرجان Africajarc الفرنسي، المنعقد من 17 إلى 20 يوليوز 2025.وتضم اللجنة، إلى جانب كريران، أسماء دولية وازنة تنتمي إلى عوالم الإبداع البصري والروائي، من بينها سايني ديت زاينا، ولورين بتي، وفاه أبراهام يان، حيث سيتولون تقييم 12 فيلما قصيرا تم انتقاؤها بعناية من مختلف أرجاء القارة.وتُعد هذه المشاركة اعترافًا دوليًا جديدًا بالكفاءة الفكرية والتنظيمية التي يمثلها عز الدين كريران، الذي راكم تجربة ميدانية رائدة قاربت الخمسين عامًا، من خلال قيادته للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، والذي تحول، بفضل إخلاصه وفريقه، إلى محطة إشعاع فني قارّي، تجاوزت أصداؤها الحدود، لما يتميز به من دقة في التنظيم، ورؤية ثقافية متكاملة، وتقنيات لوجيستيكية تضاهي كبريات المهرجانات الدولية.ويُعتبر مهرجان Africajarc من أبرز المواعيد الثقافية في فرنسا التي تحتفي بإفريقيا، ليس فقط عبر السينما، بل من خلال برنامج غني ومتنوع، يشمل معارض للحرف اليدوية والأزياء والمجوهرات، وندوات فكرية، وتوقيعات كتب، وغيرها من الفعاليات التي تعكس ثراء الثقافة الإفريقية وتنوعها.

وتستمد دورة هذا العام خصوصيتها من كونها تسافر عبر رمزية “نهر النيل”، كعنوان حضاري ووحدة ثقافية ممتدة من مصر إلى إثيوبيا، مرورا بالسودان وأوغندا وجنوب السودان، ليُصبح النيل في هذا السياق الجغرافي والثقافي مرآة تعكس تنوع الهويات الإفريقية، وتوثق التحولات الإبداعية في مختلف المجالات، وعلى رأسها الفن السابع.وتشكل مشاركة عز الدين كريران في هذا المحفل، بصفته رئيسًا لإحدى لجانه التحكيمية، تجسيدًا حيًا لقيمة الكفاءات المغربية في المحافل الدولية، ودليلاً إضافيًا على أن السينما الإفريقية تمتلك من الطاقات والخبرات ما يجعلها قادرة على إنتاج خطاب بصري معاصر، يتجاوز الحدود ويؤسس لحوار فني وثقافي راقٍ.

كما أن هذا الحضور النشيط والدائم لكريران في المهرجانات الدولية، يعزز في العمق الدبلوماسية الثقافية المغربية، من خلال إشعاع راقٍ للهوية الوطنية، وإسهام فعّال في تعزيز مكانة المغرب كفاعل حضاري مؤثر في المشهد الإفريقي والدولي. إنها لحظة احتفاء مستحق، برجل راهن منذ عقود على السينما كجسر للتنمية والوعي والانفتاح، فاستحق أن يكون صوتًا إفريقيًا مؤثرًا في المنتديات العالمية، وأن يُنادى باسمه من ضفاف الأطلس إلى ضفاف النيل.