عزيز أخواض/خريبكة


في مشهد سياسي حافل بالتحديات والرهانات، شهد إقليم خريبكة يوم الثلاثاء 22 أكتوبر انتخابات تشريعية جزئية، تنافست فيها 10 أحزاب سياسية في إطار ديمقراطي شفاف. أظهرت التحقيقات الميدانية، التي أجرتها “جريدة النشرة الإلكترونية”، حيادًا صارمًا للسلطات المحلية والإقليمية، مما أضفى على هذه الانتخابات مصداقية عالية وجوًا من النزاهة التي أصبحت سمة للمسار الديمقراطي المغربي.
وعند منتصف الليل، أُعلن عن النتائج النهائية لهذه الانتخابات، حيث اكتسح حزب الأصالة والمعاصرة المشهد الانتخابي بواقع 21323 صوتًا، ليؤكد مكانته في الصدارة بفارق مريح عن حزب التقدم والاشتراكية الذي حل ثانيًا بحصيلة 9184 صوتًا. أما حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فقد جاء في المركز الثالث بعد حصوله على 4140 صوتًا. وبلغ إجمالي الأصوات المعبر عنها 41688 صوتًا.
رغم الأجواء الديمقراطية والشفافية التي رافقت هذه الانتخابات، فإن نسبة المشاركة بلغت 16% فقط، وهي نسبة تطرح تساؤلات عميقة حول دوافع عزوف المواطنين عن المشاركة، ومدى تأثير ذلك على مستقبل العمل السياسي في المنطقة. هذا المعطى يعكس الحاجة إلى تفكير جماعي وإبداع حلول مبتكرة لتحفيز المواطنين على الانخراط بشكل أكبر في العملية السياسية، لضمان تمثيلية أوسع وتفاعل أكثر ديناميكية مع القضايا الوطنية والمحلية.
وبالتزامن مع عملية إحصاء الأصوات، شهد مقر عمالة خريبكة توافدًا لافتًا للصحفيين والإعلاميين، إضافة إلى ممثلي الأحزاب المتنافسة، الذين تابعوا عن كثب مجريات الإعلان الرسمي للنتائج منذ الساعة السابعة والنصف مساءً. هذا التواجد الإعلامي يعكس أهمية الحدث وأبعاده السياسية على الصعيدين الإقليمي والوطني، وسط ترقب كبير لتوجهات الرأي العام السياسي في إقليم له تاريخ نضالي وسياسي طويل.
في نهاية المطاف، مثلت هذه الانتخابات اختبارًا جديدًا لمسار الديمقراطية ، ورغم التحديات المرتبطة بضعف نسبة المشاركة، يبقى الأمل معقودًا على تفعيل أكبر لدور الأحزاب السياسية في تعزيز ثقافة المشاركة والانخراط، بما يحقق طموحات المواطنين ويعزز المشروع الديمقراطي في البلاد.