✍️ حسن الخباز

في آخر ظهور له وخلال تجمع خطابي عقده البيجيدي بمناسبة مرور عام على “طوفان الأقصى” ، صرح عبد الإله بنكيران ان حزبه كان دوما ضد التطبيع مع إسرائيل واكد انه مع ذلك فإن حزبه قدم اعتذارا للمغاربة .
ووجه في نفس اللقاء لومه لسعد الدين العثماني الذي كان حينها قائدا لسفينة حزب العدالة والتنمية ورئيسا للحكومة المغربية ، واعتبر ان الإعتذار يجب ان يصدر من العثماني لا من حزب البيجيدي .
وهذا التصريح مثير للاستغراب ولا يمكن ان ياتي من قائد سياسي محنك ، لذلك فقد استغرب المتتبعون ولم يستسيغوه لانه لا يمث للمنطق بصلة ، فالجميع يعلم انه لا يمكن للعثماني ان يقرر قرارا خطيرا كهذا إذا لم يعد للمكتب السياسي .
والعثماني معذور طبعا لانه لن يتمكن من رفض قرار صدر من جهات عليا ، لا يمكن ان يقول لا في تلك الظروف ، والدليل هي الصورة التاريخية له وهو يحمل عقد الاتفاقية بشكل مقلوب يؤكد رفضه التام لهذه الصفقة .
على كل حال فالشغب المغربي صغيرا وكبيرا يعلم علم اليقين ان حزب العدالة والتنمية لم يكن ليقبل بالتطبيع لو لم يفرض عليه فرضا ، وهو الذي نظم عشرات المسيرات التضامنية مع إخواننا الفلسطينيين كما استضاف قادة فصائل المقاومة في عدة مناسبات واصدر عشرات البيانات التضامنية مع فلسطين …
مالذي يقصده بنكيران بخرجته غير المحسوبة هذه ؟ مثل هذه التصريحات ستسيء له ولن تضر بالعثماني قيد أنملة لان شمس الحقيقة لا يمكن تغطيتها بغربال . في هذا الموقف صار من المحتم على الرئيس الحالي للعدالة والتنمية أن يعتذر للعثماني ولكل البيجيديين على هذا التصريح الصادم الذي قد يربك قاعدته ويحث شرخا عميقا في أوساطها .
الظروف الراهنة لا تسمح بمزيد من الانقسام والتشتت إنما يجب التئام صفوف الحزب الاسلامي واتحادها لمواجهة الفساد والغلاء وكل الكوارث التي جاءت مع الحكومة الأخيرة . فمثل هذه الخرجات تلهي الشعب عن مشاكله الحقيقية وتنسيه فيما تفعله به حكومة أخنوش وتخدم خصوم البيجيدي ، لذلك وجب عليه الإعتذار .