قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لشبكة ‘سي إن إن’ الأميركية الثلاثاء إن روسيا لن تستخدم السلاح النووي في سياق الحرب مع أوكرانيا إلا إذا واجهت “تهديدا وجوديا” وهذه أول مرة تشير فيها موسكو منذ بداية غزوها للأراضي الأوكرانية إلى السلاح النووي كخيار محتمل في سياق ما تواجهه من ضغوط غربية.
وأضاف بيسكوف “لدينا مفهوم للأمن الداخلي وهو علني. يمكنكم قراءة كل الأسباب التي تدفع إلى استخدام الأسلحة النووية لذلك إذا كان هناك تهديد وجودي لبلدنا، فيمكن استخدامها وفقا لمفهومنا”.
وكانت كريستيان أمانبور مراسلة شبكة ‘سي إن إن’ الدولية طلبت من المتحدث باسم الكرملين أن يوضح إذا كان “واثقا” أو “مقتنعا” بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي هو قريب جدا منه، لن يستخدم السلاح النووي في أوكرانيا.
ويواجه الجيش الروسي مقاومة غير متوقعة من القوات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط بينما تواصل الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة إمداد الجيش الأوكراني بالمزيد من الأسلحة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن الجيش الأوكراني الذي ما زال يسيطر على المدن الرئيسية، في وضع سمح له في الأيام الأخيرة بتنفيذ بعض الهجمات المضادة التي مكنته في الجنوب على وجه الخصوص من التقدم على حساب القوات الروسية.
ويعتقد خبراء عسكريون أن الجيش الروسي يعاني من مشكلات لوجستية وفي التواصل.
وفي اليوم السابع والعشرين للنزاع في أوكرانيا، أعلنت السلطات الثلاثاء بذل جهود جديدة لمحاولة إجلاء مدنيين عالقين في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية التي ترزح تحت وطأة القصف الروسي، فيما يختبئ سكان كييف الذين يخضعون لحظر تجوّل، في منازلهم.
واستمر القصف في بداية الأسبوع على عدة مدن مثل كييف وخاركيف وماريوبول وأوديسا أو ميكولايف.
وأعلن الجيش الأوكراني على فيسوك الثلاثاء أن الجيش الروسي الذي تكبد خسائر فادحة ويواجه مقاومة شرسة، “عزّز وجوده في المجال الجوي الأوكراني” الاثنين. وذكر أنه “إضافة إلى استخدام الطائرات المسيّرة، فإن العدو يستخدم قاذفات قنابل وطائرات هجومية وقتالية وصواريخ بالستية وصواريخ كروز”.
وتحدثت مصادر في الاستخبارات الأميركية وفق ما نقلت عنها صحيفة “نيويورك تايمز” عن أكثر من سبعة آلاف قتيل في صفوف الجيش الروسي من بدء الحرب.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إرينا فيريشتشوك في مقطع فيديو “اليوم (الثلاثاء) نركّز على إجلاء سكان ماريوبول” حيث الوضع الإنساني مأساوي.
ووصف سكان فرّوا من المدينة المدمّرة لمنظمة هيومن رايتس ووتش “جحيما باردا، مع شوارع تنتشر فيها الجثث وأنقاض المباني المدمّرة” و”آلاف الأشخاص المقطوعين عن العالم في مدينة محاصرة”، يختبئون في طوابق سفلية بدون مياه ولا طعام ولا كهرباء ولا وسائل تواصل.
وتقول الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني هناك “خطير جدا” مع “نقص كبير في المواد الغذائية والماء والأدوية يهدد الأرواح”.
وأشارت فيريشتشوك إلى أنه يُفترض فتح ثلاثة ممرات إنسانية الثلاثاء بين ثلاث مدن قريبة من ماريوبول ومدينة زابوروجيا على بعد 250 كلم نحو الجهة الشمالية الشرقية. وأضافت “لن يكون هناك أماكن كافية للجميع” لكننا “سنواصل عملية الإجلاء بنفس الوتيرة حتى إخراج جميع السكان من ماريوبول”.
ونقلت منظمة هيومن رايتس ووتش عن مساعد رئيس بلدية ماريوبول بترو أندريوشتشينكو أن أكثر من مئتي ألف شخص لا يزالون داخل المدينة. وقال إن أكثر من ثلاثة آلاف مدني قُتلوا فيها منذ بدء المعارك، لكن الحصيلة المؤكدة لا تزال مجهولة.
وتقع ماريوبول حيث تقيم غالبية من الناطقين بالروسية، بين القرم ومنطقة دونيتسك الانفصالية (شرق) وتتعرض لقصف روسي منذ أسابيع. ورفضت الحكومة الأوكرانية إنذارا وجهته موسكو من أجل استسلام المدينة التي دخلت إليها دبابات روسية وتتواصل المعارك فيها.
تعليقات الزوار ( 0 )