شكّكت منصة إعلامية تابعة الإيراني، في هجوم ناري وغير مسبوق، السبت، بولاء الرئيس الأسبق وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، ، متهمةً إياه ضمنيًا بالتواطؤ مع إسرائيل، بعد زيارته المثيرة للجدل إلى جمهورية المجر.وأشارت منصة “صابرين نيوز”، المحسوبة على التيار المتشدد، إلى أن أحمدي نجاد، الذي كان يُعرف، سابقًا، بمواقفه المناهضة والداعمة للقضية الفلسطينية، لزم الصمت طوال 600 يوم من الجرائم الإسرائيلية في غزة.وما أثار الجدل ظهور أحمدي نجاد، مؤخرًا، في جامعة “سيئة السمعة” في ، متحدثًا عن البيئة والتغير المناخي، ويتلقى جائزة من شخصية سبق أن منحت رئيس الوزراء الإسرائيلي دكتوراة فخرية قبل شهرين فقط.

ووضعت القناة هذا الموقف في مقارنة لافتة مع الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، التي قررت ركوب البحر نحو غزة للمساهمة في كسر الحصار ومساعدة السكان المحاصرين هناك، ووصفت المفارقة بأنها “لعبة الزمن العجيبة”.

وأنهت “صابرين نيوز” منشورها باتهام صادم، قائلة: “ربما كان أحمدي نجاد جاسوسًا لإسرائيل طوال الوقت… ونحن لم نكن نعلم!”

ويعكس المنشور تصاعد التوتر بين أحمدي نجاد وبعض أجنحة النظام الإيراني، خاصة بعد تصريحاته ومواقفه الأخيرة التي تبتعد عن الخطاب الرسمي، وتُفسَّر على أنها محاولة لتقديم نفسه كزعيم معارض داخل النظام.

واختتم الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زيارته إلى العاصمة المجرية بودابست، حيث شارك في مؤتمر علمي – بحثي دولي بدعوة من رئيس جامعة لودوفيكا الوطنية، وغادر البلاد برفقة الوفد المرافق عائدًا إلى إيران أمس الجمعة.

وخلال كلمته في مؤتمر “الاستدامة في عالم متغيّر”، شدد أحمدي نجاد على أهمية الفهم المشترك والتعاون الجماعي العميق بين شعوب العالم، مؤكدًا أن البشرية، بقدر ما احترمت قوانين الطبيعة وتفاعلت معها، استطاعت أن تطور إمكاناتها وتنمّي قدراتها الكامنة.

وأضاف الرئيس الأسبق أن العالم، اليوم، يشهد نمو شخصية إنسانية عالمية في طور التكوّن، وصفها بـ”جناب الإنسان”، وهي حقيقة موحدة ومشتركة تمثل كل البشرية وتسعى لتمثيل الإنسان على مستوى عالمي.

وقدم أحمدي نجاد 6 مقترحات محددة للمؤتمر تهدف إلى تعزيز الإدارة المشتركة والواعية عالميًا في مجالي الطاقة وحماية البيئة.

كما شارك في مائدة مستديرة أكاديمية ضمّت عددًا من أساتذة جامعة لودوفيكا، حيث أكّد أن التعامل الجزئي أو المنفصل مع البيئة غير ممكن، لأن “تدمير جزء من الكوكب يجعل من المستحيل الحفاظ على الباقي”.

وأوضح أن البيئة تمثل “بيت الجميع”، وإذا دمّر الإنسان هذا البيت، فإنه يدمّر نفسه بالضرورة. كما شدد على أن الصراعات بين البشر تؤدي إلى تدمير طاقات الجميع، داعيًا إلى رفض الأنانية، والسعي للسيطرة.