✍️مولاي عزيز أخواض

في واحدة من أقوى مداخلاته التشريعية، وجّه النائب البرلماني محمد حوجر، عضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، سؤالاً حارقاً إلى السيد وزير التجهيز والماء، وذلك خلال الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية ليوم الإثنين 23 يونيو 2025. وقد ركزت مداخلة حوجر على الانقطاعات المتكررة وغير المبررة للماء الصالح للشرب، التي تعرفها مجموعة من الأحياء والمدن المغربية، وبشكل خاص إقليم خريبكة، الذي يمثله تحت قبة البرلمان.

النائب الشاب، وهو مهندس في الأصل وابن مدينة خريبكة، تحدث بصوت أبناء الإقليم الذين يعيشون تحت وطأة أزمة عطش حقيقية، مستنكراً حرمان أكثر من نصف مليون نسمة من حقهم في التزود بالماء الشروب، لمدة تجاوزت ثلاثة أيام متتالية، وفي عز موجة حر خانقة تشهدها البلاد. وقد وصف حوجر، في مداخلة قوية، تدبير الوزارة لهذا الملف بـ”الفاشل”، محملاً إياها مسؤولية مباشرة في معاناة المواطنين، خاصة خلال فصل الصيف الذي يشهد تزايد الطلب على هذه المادة الحيوية.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يفتح فيها النائب البرلماني هذا الملف، فقد سبق له أن تقدم بعدد من الأسئلة الكتابية والشفوية، سواء المتعلقة بمشكل الانقطاعات المتكررة أو بسوء التدبير التنموي لمجموعة من المرافق والخدمات الأساسية المرتبطة بقطاع الماء، مطالباً بتدخل فعلي وناجع يعكس حجم الانتظارات المجتمعية.

وفي معرض حديثه، لم يفت النائب البرلماني التنبيه إلى أن هذه الأزمة تأتي في سياق حساس، يتميز باستقبال الإقليم لأعداد كبيرة من مغاربة العالم، العائدين لقضاء عطلتهم الصيفية، ناهيك عن تنظيم مهرجانات دولية كبرى، وعلى رأسها المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، والذي يُعد واجهة ثقافية مشرفة للمغرب، ويستقطب ضيوفاً من مختلف دول العالم. واعتبر أن استمرار مثل هذه الانقطاعات يضر بصورة المدينة ويطرح تساؤلات حقيقية حول نجاعة التدبير العمومي.

مداخلة محمد حوجر، التي اتسمت بالوضوح والحدة، تعكس وعياً متقدماً بقضايا المواطنين، وجرأة سياسية لافتة في الدفاع عن الحقوق الأساسية، وعلى رأسها الحق في الماء، الذي يكفله الدستور المغربي ويصنفه ضمن الأولويات الوطنية في ظل التغيرات المناخية وشح الموارد.

ويُحسب للنائب الشاب، المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنه من الوجوه البرلمانية التي تحرص على أداء دورها التمثيلي والرقابي بشكل منتظم وفعّال، مستثمراً خلفيته العلمية كمهندس، وانتماءه للميدان الاجتماعي، في بلورة خطاب سياسي مبني على المعطى الواقعي ومرتبط يومياً بانشغالات الناس.

إنها صرخة برلمانية صادقة، تعكس غضب الشارع وصوت الساكنة، وتعيد النقاش إلى جوهر التنمية القائمة على الإنصات والتجاوب، لا على التبرير والتسويف.