✍️نورالدين سوتوش

العديد من التساؤلات رافقت عملية توقيع للاتفاقية الثنائية بين جماعة انشادن وبين ما يسمى فيدرالية الجمعيات العاملة في مجال جمع النفايات (الجهة الشرقية) ، هذه الأخيرة التي لم يمر عليها شهر ونيف على تأسيسها.

ووصف متتبعون هذه الخطوة بالغير الموفقة ، حيث تمت بطريقة متسرعة دون الاعتماد على دراسة جدوى للمشروع ،الشئ الذي من شأنه ان يساهم في تعقيد الوضع أكثر .

فكما فسرت هذه الاستراتيجية المتبعة من قبل جماعة انشادن لمواجهة اشكال النفايات الذي تواجهه ، بالهروب خطوات إلى الأمام،حيث تروم من خلالها إلى التخلص من هذا العبئ الذي يقض مضجعها بعد تراكم لمشاكله، وتصريفه على شاكلة التدبير المفوض بشراكة مع المجتمع المدني المحلي،تماهياََ مع حساباتها السياسية.

و أوضح في هذا الإطار المستشار الجماعي فريد ازم تعليقاََ على هذا الموضوع أن :”كل هذه التحركات تدخل من ضمن سيرورة ألاحداث المتسارعة التي تعرفها الساحة المحلية، وعملية تفريخ الفيدراليات على مقاس سياسي أصبحت ماركة مسجلة لمدبري الشأن المحلي الانشادي ،على حد تعبيره”

وأضاف : “مع ذلك، أؤكد أنني أشجب بشدة تسييس العمل الجمعوي والاختلالات المصاحبة له مهما كانت طبيعتها. “

واستطرد الفاعل السياسي قائلا:” وأؤكد وقوفي الدائم إلى جانب الساكنة حال تضررها، كما أنه من الضروري أن يكون السيد الرئيس هو الضامن الأول للتسيير الفعال والمستدام لملف النفايات، بما يحقق المصلحة العامة ويعزز من جودة حياة الساكنة. “

وفي ذات السياق قال (أ.م)احد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة “ان اناطة مهمة جمع النفايات لفيدرالية لا نعلم عنها شيئاً، ونجهل الطريقة التي تم بها انتخاب مكتبها يعد خطأََ كبيراََ يرتكبه مجلس جماعة إنشادن، ويتحمل هذا الأخير نتائج الاختلالات التي قد تنجم عن هذه الاتفاقية.”

وفي المقابل تهدف الاتفاقية المبرمة بين الجماعة و الفيدرالية كما سطرت في وثيقة الاتفاق إلى التعاون والتنسيق بين الأطراف الموقعة عليها في مجال تدبير جمع النفايات المنزلية للجهة الشرقية بجماعة انشادن ،ودعم الجمعيات العاملة في جمع النفايات المنزلية و مساعدتها على إنجاز برامجها واهدافها الاجتماعية ،عبر المشاركة الفعالة بالاراء والاقتراحات التي تهدف إلى تحسين الخدمات الاجتماعية من خلال تحديد الإطار المؤسساتي للإنجاز والتقييم والتتبع،مع اذكاء روح التضامن والتكافل والتنافس الشريف بين المستهدفين، بالإضافة تنظيم مبادرات لفائدة المستهدفات و المستهدفين.

ومن المعلوم أن استراتيجية التخلص من النفايات المنزلية بالنسبة للجماعات المحلية تتضمن عدة عناصر رئيسية لتحسين إدارة هذه النفايات والتقليل من تأثيرها على البيئة، منها توفر لوسائل لوجيستية كافية لأداء المهام المرتبطة بهذه الخدمة، بالإضافة إلى انجاز تخطيط مدقق يشمل الخريطة الجغرافية للمناطق المستهدفة، دون اغفال تجهيز المطارح المستقبلة لهذه النفايات في نهاية المطاف.

وهذه السلسلة من الإجراءات تتطلب إدارة جماعية ملتزمة بمعايير الحكامة، مع تواجد لاعتمادات مالية كافية لضمان استدامتها.