مصطفى المرجاني
عرف المغرب في الٱونة الأخيرة حملة إعتقالات شملت مجموعة من مشاهير التفاهة ونشر الرذيلة في مواقع التواصل الإجتماعي، تعتبر بمثابة جرائم أخلاقية تساهم في إفساد المغاربة وتخل بالحياء العام.
يعتبر توقيف اليوتيوبر المسمى يونس والملقب ب ” الشيخة مولينكس” بمطار المنارة الدولي يوم الجمعة 13/12/2024، بمثابة خطوة إيجابية، خلفت إرتياحا ملحوظا في الأوساط المغربية.
و جاءت هذه الحملة التطهيرية في حق المؤثرين الذين يبثون الرذيلة بمحتويات مخالفة لمبادئ وقيم المجتمع المغربي المسلم، منها تعذيب الأطفال على المباشر، ومنها ما يضرب في عمق الدين الإسلامي وإهانته، والترويج للشذوذ الجنسي، مما دفع نشطاء هذه المواقع القيام بحملة واسعة لمقاطعة الحسابات التي تشجع على التفاهة والرداءة، كما دخلت على الخط جمعيات حقوقية تندد بهذه الجرائم الشنيعة التي تضرب في عمق تقاليد وعادات المغاربة التي تتسم بالحياء والحشمة.
تعتبر شبكات التواصل الإجتماعي في وقتنا الراهن النافذة الأكبر ، وهي مثاحة للجميع لإستخدامها واللجوء إليها دون شرط أو قيد ، الجاهل من حقه أن يدخلها والمنحرف والمجرم ، فلا قوانين ولاحدود لمن يريد إستخدامها، ولعل الخطأ الأكبر في هذه الخدمة أنها تفتقد للمعايير التي تحفظ مكانة المواهب وتعطيها حقها وقيمتها الحقيقية.
فالنجم اليوم في شبكات التواصل الإجتماعي ليس المفكر وليس الكاتب وليس المثقف بل هو التافه، وكلما زادت تفاهة هذا المؤثر زادت نجوميته، وذلك لأن الهدف هو الربح المادي.
إن الغالبية العظمى من مستخدمي هذه المنصات التواصلية هم من السطحين فكريا وثقافيا ، ويكفي أن نضرب أمثلة من عمالقة الفكر والأدب يتم إهمالهم من قبل جمهور هذه الشبكات ، في وقت نجد أصحاب العقول التافهة والمنحطة تحتل الصف الأول وتستحوذ على إهتمام الكثيرين ، ما يعني بالنتيجة عدم وجود ثقافة كيفية التعامل الذي أصاب الجميع بعد أن صارت شبكات التواصل أبواباً مفتوحة لتسلل المغرمين بالتفاهة وقلة الوعي.
هذا العالم الإفتراضي أصبح كالمرآة الكاشفة لحقائق المجتمع ، ولا شيء بات خافياً أو مستوراً في ظل إنتعاش العبث والسطحية ، فلا رادع ذاتي أو مبدئي أو فكري أو أخلاقي.
السؤال الغريب والعجيب ، أن المجتمعات العربية بصفة عامة والمجتمع المغربي كجزء من هذه المجتمعات العربية يعشق السير في الطريق الممنوع ، ويحب التفاهة ، وينتقدها !!؟.
هذا هو تساؤلنا : أليس هذا هو واقع الحال الفعلي ؟ ألم تتحول شبكات التواصل الإجتماعي إلى ساحات لعرض التفاهة والرداءة ، لتضيع معها معالم القيم التي تهدد الهوية الثقافية والأخلاقية للمجتمع !!؟ .
تعليقات الزوار ( 0 )