نشرة-الزهراء احموش


في حادثة طبية نادرة ومثيرة للدهشة، استيقظت امرأة بريطانية بعد تعرضها لسكتة دماغية لتجد نفسها تتحدث اللغة الإيطالية بطلاقة، على الرغم من أنها لم تزر إيطاليا يومًا ولم تتعلم اللغة بشكل رسمي. هذه الظاهرة الغريبة تُعرف باسم “متلازمة اللهجة الأجنبية”، وهي حالة نادرة جدًا تؤثر على قدرة الفرد على التحدث بلغته الأصلية وتجعله يتبنى لهجة أو لغة جديدة تمامًا.

تم اكتشاف هذه المتلازمة لأول مرة عام 1907، وهي حالة ناتجة عن إصابة أو ضرر في الدماغ، غالبًا نتيجة سكتة دماغية، إصابة في الرأس، أو اضطراب عصبي آخر. تؤدي هذه الإصابة إلى تغيرات غير متوقعة في نمط الكلام، تجعل الشخص يبدو وكأنه يتحدث بلكنة أو لغة أجنبية

السيدة البريطانية، التي تم إخفاء هويتها لأسباب خصوصية، كانت تتحدث الإنجليزية كلغتها الأم طوال حياتها. ولكن بعد أن عانت من سكتة دماغية في المنطقة المسؤولة عن التحكم في الكلام داخل الدماغ، تفاجأ الأطباء وعائلتها بأنها تتحدث الإيطالية بطلاقة.
تقول المرأة: “شعرت وكأنني شخص آخر عندما استيقظت… لم أفهم ما يحدث لي.”

يُعتقد أن هذه الحالة تحدث بسبب تلف في مناطق محددة من الدماغ، مثل القشرة الحركية المسؤولة عن التحكم في العضلات المستخدمة أثناء الكلام. هذا التلف يمكن أن يُحدث تغييرات في طريقة النطق، الإيقاع، أو حتى اختيار الكلمات، مما يؤدي إلى ظهور لهجة أو لغة مختلفة

رغم ندرتها، سُجلت حالات مشابهة لمتلازمة اللهجة الأجنبية حول العالم. على سبيل المثال:

امرأة نرويجية بدأت تتحدث بلكنة ألمانية بعد إصابتها في الحرب العالمية الثانية.

رجل أسترالي اكتسب لكنة فرنسية بعد حادث سير خطير.

تُسبب هذه المتلازمة في كثير من الأحيان صدمة نفسية للمريض، حيث يشعر بالغربة عن نفسه ولغته الأصلية. كما قد يعاني من صعوبة في التكيف مع المجتمع المحيط بسبب التغير المفاجئ في طريقة تواصله.

تسلط هذه الحالة الضوء على التعقيد الهائل لدماغ الإنسان. ورغم التطورات الطبية المستمرة، لا تزال متلازمة اللهجة الأجنبية لغزًا لم يُحل بالكامل. ومع ذلك، فإن هذه القصة تذكرنا بقدرة الدماغ على التكيف بطرق غير متوقعة وحتى غريبة.