نشرة – الرباط
لا تزال تبعات المسابقة الجهوية الخاصة بالأنشطة الموازية لإعداديات الريادة، التي احتضنها المركب الثقافي بنسركاو بمدينة أكادير يومي 29 و30 أبريل، تثير جدلاً واسعًا في الأوساط التربوية والحقوقية والنقابية، وذلك بعد صدور ما وصفه متابعون بـ”المجزرة التحكيمية”، والتي أفضت إلى إقصاء العرض المسرحي لمديرية طاطا، رغم كونه الأكثر إبداعًا وفق شهادات الجمهور ولجنة التحكيم ذاتها.
المثير للجدل أن رئيس لجنة التحكيم وزوجته، الذي أشرف على تقييم العروض، هو ذاته مؤلف ومخرج المسرحية الممثلة لمديرية تارودانت، وفق ما كشفت عنه البطاقة التقنية المقدمة خلال الإقصائيات الإقليمية، ما جعل العديد من المتابعين يطرحون تساؤلات حول تضارب المصالح ومدى تأثير ذلك على نزاهة نتائج المسابقة.
وقد استندت لجنة التحكيم في قرار الإقصاء إلى كون مخرج العرض المسرحي منخرطًا في مؤسسة التفتح الأدبي والفني، غير أن هذا المبرر تجاهل مضامين المذكرات الوزارية المنظمة للأنشطة الموازية، والتي تخول لأطر هذه المؤسسة تأطير وتنشيط العروض داخل إعداديات الريادة. الأكثر إثارة للدهشة، أنه في الوقت الذي تم فيه إقصاء عرض مديرية طاطا لهذا السبب، نجد أن مسرحية “سفر”، التي تأهلت إلى الإقصائيات الوطنية ممثلة جهة مراكش-آسفي، أخرجها وألفها مؤطر ورشة المسرح بمؤسسة التفتح الفني والأدبي بقلعة السراغنة، ما يطرح تساؤلات حول ازدواجية المعايير المعتمدة في التحكيم.
في سياق آخر، استنكرت إحدى النقابات المحلية المعاملة غير اللائقة التي تعرض لها وفد مديرية طاطا خلال مشاركته في المسابقة، حيث حُرم التلاميذ والمرافقون من وجبة الغداء في اليوم الأخير من المنافسة، إضافة إلى تصرفات استفزازية صدرت عن المسؤول عن الحياة المدرسية بالأكاديمية الجهوية، مما زاد من حالة الاستياء بين المشاركين.
على الرغم من ذلك، لقيت مسرحية “يا أبتاه” تفاعلاً جماهيريًا قويًا، حيث استقطبت اهتمامًا واسعًا من الجمهور الذي أشاد بجودة الأداء والإخراج، وهو ما جعل إقصاءها يثير موجة استغراب كبيرة، خاصة بعدما وصفها أحد أعضاء لجنة التحكيم بأنها عرض احترافي متكامل من كافة الجوانب.

تعليقات الزوار ( 0 )