نشرة – الرباط

يعيش شارع باتريس لومومبا بحي حسان في قلب العاصمة الرباط على وقع تجاوزات صارخة من طرف مقهى مثير للجدل، لا يكتفي باحتلال الملك العمومي بشكل سافر، بل يحوّل الأرصفة إلى مساحات مغتصَبة لا مكان فيها للراجلين.

المقهى، الذي لا يحمل أي سند قانوني واضح يبرر توسعه العشوائي، بات نقطة سوداء في الحي، ما أثار استياء الساكنة ومرتادي الشارع، خاصة مع غياب أي تدخل حازم من طرف الجهات المختصة. وتفيد مصادر محلية أن صاحب المقهى يستقوي بعلاقات نافذة مع بعض رجال السلطة، ما يجعله في منأى عن المحاسبة، رغم توالي شكايات السكان وتنبيهاتهم المستمرة.

ولم تتوقف الفوضى عند حدود الاستغلال غير المشروع للملك العمومي، بل تعدّته إلى انتشار سلوكات منحرفة داخل وحول المقهى، ما جعل المكان يتحول إلى بؤرة توتر وقلق للساكنة. ومن بين المشاهد الأكثر استفزازاً، رُصد شاب يتردد على المقهى بشكل يومي، يصحب معه كلباً شرساً، يطلقه أحياناً دون قيد، ما يثير الرعب في نفوس المارة، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن.

هذه الممارسات، التي تنم عن غياب تام للوعي المدني واحترام المجال العام، تأتي في وقت تكثّف فيه سلطات الرباط حملاتها لتحرير الملك العمومي في عدد من الأحياء. إلا أن هذا المقهى يبدو كأنه خارج عن نطاق القانون، يشكّل استثناءً مزعجاً في قلب العاصمة وعلى مرأى ومسمع من الجميع.

ويطالب سكان المنطقة بتدخل عاجل وحازم لتطبيق القانون وتحرير الأرصفة المختطفة، واستعادة كرامة الفضاء العمومي الذي لم يُخلق لاحتضان الفوضى ولا لترويع المواطنين، بل لخدمة الجميع باحترام وتنظيم.