✍️عبدالناصر أولادعبدالله

يعيش إقليم طاطا هذه الأيام على وقع الإحتجاجات المطالبة بمنع زراعة القرعيات، ولعل أبرزها احتجاج ساكنة طاطا “ضد غلاء الأسعار” ومشكل “العطش” عشية اليوم الأحد 6 نونبر 2022 بساحة العلويين وكذلك بباشوية فم الحصن.

ويعبر هذا الإحتجاج عن تنديد الساكنة بالزيادات الصاروخية في الأسعار كغيرهم من المواطنين المغاربة، وعدم رضاهم عن الوضع المعيشي لاسيما بهذا الإقليم الذي يسجل نسبا عالية من الفقر جهويا ووطنيا، كما عابوا على الجهاة المسؤولة إهمالها للإقليم وغياب مقاربة تنموية؛ مطالبين بتحسين الأوضاع، والقضاء على البطالة والجمود الذي يطبع الإقليم، كما عبروا عن استيائهم من السياسات الحكومية والمحلية وكذلك طريقة تدبير المسؤولين على الإقليم التي وصفوها بالفاشلة.

ورفعت الجماهير المحتجة شعارات تعبر عن رفضهم القاطع لزراعة البطيخ الأحمر؛ وضرورة إصدار قرار يمنع زراعة القرعيات التي تستنزف المياه لا سيما في ظل هذه المرحلة الحرجة وهذا الإقليم الذي يعيش سنوات طوال من الجفاف والمناخ القاسي، حتى اصبحت أزمة العطش تخيم على جل مناطقه، ونددوا بالتعامل اللامسؤول لعامل الإقليم مع هذا الملف ودعمه لهذه الزراعة التي زحفت على الواحة وزراعتهم المعيشية التي تغطي جزءا مهما من احتياجاتهم الغدائية.

ويأتي هذا الإحتجاج بعد عدة احتجاجات شهدها إقليم طاطا حيث كان أخرها هذا الأسبوع: عبر “تنسيقية محاربة البطيخ الأحمر” بفم الحصن أشكالا نضالية مطالبة بمنع هذه الزراعة بشكل مستعجل ورد الإعتبار للواحة، كما احتج مجموعة من المواطنين والفلاحين بجماعة أم الكردام يوم الجمعة الرابع من نونبر الجاري ضد زراعة الدلاح التي رأو أنها استنزفت الموارد المائية ودمرت الواحة والكسيبة والبشر؛ وان هذه الكارثة ستتسبب بنزوح جماعي وانفجار كبير. كما سبقتها احتجاجات بسبب ازمة “العطش” بباشوية أقا وفم زكيد ومناطق متفرقة من الإقليم.

وتستمر الإحتجاجات ومطالب المجتمع المدني بمنع زراعة الدلاح، ووقف نزيف الواحة التي تأثرت بشكل بالغ بهذه الزراعة الشرهة للمياه طيلة هذه السنوات العجاف، في ظل تقاعس المسؤولين الإقليميين وتأكيدهم على ضرورة استمرار هذه الزراعة؛ رغم التوصيات الملكية للمسؤولين باتخاد إجراءات فعالة ومستعجلة للحد من خطورة الجفاف وانعكاساته الوخيمة.