الإثنين 28 يوليو 2025 18:56

المصطفى المرجاني

أوهمونا حين قالوا لنا أن الكوكايين والقنب الهندي والحشيش وغيرها من المواد المخدرة ، هي الأنواع الوحيدة للمخدرات المهلوسة لدماغ الإنسان ، ومع مرور الوقت ، حيث إذا توقفنا بمسافة عن واقعنا ، سيتبين لنا ، أن هناك أنواع أخرى من المخدرات ، دخلت عالمنا كمجرد فرجة ، وجعلت تحقن في أجسادنا وعقولنا ، كمخدر يجعلنا ننسى واقعنا المرير ، لكن عند إنتهاء مفعولها ، نعود لنعايش مٱسينا التي تكون أكثر تأزما .
والخطير في الأمر ، أن هذا الصنف من المخدرات ، لايصنف كمخدر ، ولايتم مكافحته ، ولاحتى معاقبة من يتعاطاه .
إنها كرة القدم ، إنها أخطر أنواع المخدرات الموجودة في عالمنا المعاصر ، تدخل كل بيت ، تخترق كل العقول ، وبما أن كرة القدم أصبحت الرقم الأول عند شعوب العالم ، فأصبح السياسيون خصوصا في الدول المتخلفة ، لايتخذون من كرة القدم مخدرا فقط ، بل يستعملونها كوسيلة لتجييش المشاعر الوطنية ، فحتى تلك الأنظمة الأكثر إستبدادا ، والتي تتوجس من تجمع أربع أشخاص في الشارع العام ، تسمح بإحتفال عشرات الآلاف في الساحات العامة ، إذا تعلق الأمر بفوز فريق أو ٱخر .
مع مرور الوقت ، أصبحت كرة القدم تمتلك القدرة على فصل الإنسان عن واقعه الملموس ، ولقد فطن الساسة لهذا الأمر ، بتهييئ كل الأجواء المناسبة لهذه اللعبة .
والمستفيد في كلتا الحالتين ، سواء فاز الفريق المفضل أم خسر ، فإن فاز ستعم مشاعر الرضى على السلطات السياسية التي تنسب إليها نصر ذلك الفريق ، وإن كان عكس ذلك وهو الخسارة ، فإن مشاعر الإحباط ستبقي المواطن مخدرا وغير قادر على الحركة ولا الكلام .
حب كرة القدم وغيرها من أنواع الرياضات ليس عيبا ، لكن الإستسلام لها والتخدر بها ، والإنفصال عن الواقع المعاش حبا فيها ، يبدوا شيئا من الغباء والجنون .

تحرير: ادارة النشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدتنا، لتصلك آخر الأخبار يوميا

حمل تطبيق نشرة

من نحن؟

جريدة رقمية مستقلة، تهدف إلى تقديم محتوى خبري وتحليلي موثوق، يعكس الواقع بموضوعية ويواكب تطورات المجتمع. نلتزم بالشفافية والمهنية في نقل الأحداث، ونسعى لأن نكون منصة إعلامية قريبة من القارئ، تعبّر عن صوته وتلبي اهتماماته.

error: المحتوى محمي !!