لقي 157 شخصا مصرعهم إثر سقوط طائرة عسكرية جزائرية من طراز “إليوشن إي أل-76” الروسية الصنع، بعد إقلاعها من القاعدة الجوية “بوسفير” قرب وهران، متجهة إلى مطار تندوف العسكري. ووقع الحادث في منطقة “توسمولين” بين المشرية والبيوض، وأسفر عن مقتل ركاب الطائرة، من بينهم عسكريون جزائريون من رتب مختلفة، بالإضافة إلى عناصر من جبهة البوليساريو وعسكريين كوبيين.

ظروف غامضة وتعتيم رسمي

ووقعت الحادثة وسط ظروف غامضة لم تكشف السلطات الجزائرية عن ملابساتها بعد. وفرض النظام الجزائري تعتيما إعلاميا صارما على الحادث، ما أثار موجة من التساؤلات حول أسباب الحادث وسلامة أسطول الطيران العسكري الجزائري. وتشير مصادر إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الجزائر انتقادات لتعاملها مع الكوارث الجوية، إذ شهدت البلاد خلال السنوات الأخيرة سلسلة حوادث مشابهة شملت طائرات ومروحيات عسكرية.

تورط كوبي مثير للجدل

وكشف الحادث مجددا عن العلاقة المثيرة للجدل بين الجزائر وكوبا، حيث ضمت قائمة الضحايا عسكريين كوبيين يعتقد أنهم كانوا يعملون كمستشارين أو خبراء عسكريين في منطقة تندوف. وتشير تقارير إعلامية إلى تورط الجزائر وجبهة البوليساريو في الاستعانة بخبراء ومرتزقة كوبيين لتعزيز عملياتها ضد المغرب، مما يضيف بعدا جديدا للتوترات في المنطقة.

إدارة الأزمة والتساؤلات المطروحة

ويأتي هذا الحادث في ظل استمرار سياسة التعتيم التي ينتهجها النظام الجزائري في مواجهة الكوارث، ما يعمق أزمة الثقة بين المواطنين والسلطات. ورغم فداحة الحادث، لم تصدر السلطات بيانا رسميا يوضح أسباب السقوط أو خططها لضمان سلامة الطيران العسكري في المستقبل.

ويبقى التساؤل حول مدى استعداد الجزائر لمعالجة هذه الأزمات بشفافية ومسؤولية، خاصة مع تزايد الضغوط المحلية والدولية للكشف عن الحقائق وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث