في إطار الاحتفالات الوطنية المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، تشهد مدينة أيت ملول مبادرات إنسانية واجتماعية متميزة تجسد القيم السامية التي قامت عليها هذه الملحمة التاريخية المجيدة، وتعكس عمق روح التضامن والتآزر التي تميز المجتمع المغربي. فقد أعلنت جمعية أمان للثقافة والتنمية بازرو عمالة إنزكان أيت ملول عن تنظيم سلسلة من الأنشطة ذات الطابع الإنساني والاجتماعي، بشراكة مع جمعية أزور للقوافل الطبية وبتعاون مع جماعة أيت ملول، وذلك بهدف تقريب الخدمات الصحية وترسيخ ثقافة العطاء والمواطنة الإيجابية.
ستنطلق فعاليات هذه المبادرات يوم الأحد 2 نونبر 2025 بتنظيم حملة طبية متعددة التخصصات لفائدة الطلبة والطالبات وساكنة أزرو أيت ملول، خلف الملحقة الإدارية الثالثة ابتداء من الساعة الثامنة والنصف صباحًا. وتشمل الحملة تخصصات متعددة من بينها الطب العام للنساء والرجال، وطب الأطفال، وطب الأنف والأذن والحنجرة، وطب النساء والعظام، إلى جانب خدمات الفحص والقياس الطبي كقياس السمع والبصر والضغط الدموي ومستوى السكري. وسيشرف على هذه الحملة طاقم طبي وتمريضي متطوع ذو خبرة وكفاءة عالية، لتقديم استشارات وفحوصات مجانية للفئات المستهدفة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الولوج إلى الرعاية الصحية وتقريب الخدمات من المواطنين، خصوصًا الفئات الهشة والمعوزة.
وتتواصل أجواء التضامن الإنساني في اليوم الموالي، الاثنين 3 نونبر 2025، بتنظيم حملة للتبرع بالدم تحت شعار “كل قطرة دم… قصة أمل”، وهي مبادرة تنظمها جمعية أمان للثقافة والتنمية بشراكة مع نادي روتاري أكادير قصبة الجنوب وبتعاون مع جماعة أيت ملول، بالمكان نفسه ابتداء من الساعة الثامنة والنصف صباحًا. وتهدف هذه المبادرة إلى نشر ثقافة التبرع بالدم باعتبارها عملًا إنسانيًا نبيلًا يعكس قيم التكافل والتآزر، ويساهم في إنقاذ الأرواح وبث الأمل في نفوس المرضى والمحتاجين.
وتأتي هذه الأنشطة في سياق تخليد ذكرى وطنية خالدة تجسد عبقرية المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، الذي أبدع في إطلاق ملحمة المسيرة الخضراء كرمز للوحدة والإجماع الوطني، كما تشكل مناسبة لتجديد الوفاء للثوابت الوطنية الراسخة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي ما فتئ يدعو إلى تشجيع العمل التطوعي وتعزيز المبادرات المواطنة الهادفة إلى خدمة المجتمع. وتبرز هذه المبادرات نموذجًا راقيًا للتعاون المثمر بين فعاليات المجتمع المدني والمؤسسات المنتخبة والفاعلين المحليين، بما يعكس التلاحم القوي بين مختلف مكونات المجتمع المغربي من أجل بناء وطن متضامن يسوده التكافل والعدالة الاجتماعية ويضع الإنسان في صلب التنمية.
