شهدت جماعة بني يخلف إقليم خريبكة، انطلاقة قوية لموسمها السنوي للتبوريدة، الذي تزامن هذه السنة مع احتفالات الشعب المغربي بذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب المجيد. وقد أجمع المتتبعون على أن نسخة هذه السنة تميزت بتنظيم محكم وعروض فرجوية لقيت إعجاب الجماهير، حتى وصفها عدد من عشاق هذا الفن العريق بأنها “من أرقى وأفضل المواسم التي عرفتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة”.
الحضور الجماهيري فاق 2500 متفرج، وهو ما يعكس مكانة التبوريدة في الوجدان الجماعي، باعتبارها جزءًا أصيلاً من الهوية المغربية وموروثًا غير مادي يجسد قيم الشجاعة والانتماء. كما ساهمت مشاركة فرق فروسية من مختلف جهات المملكة في إغناء البرنامج الفني وإضفاء لمسة تنوع على العروض المقدمة.
رئيس جماعة بني يخلف، السيد بوطويل الصحراوي، لم يُخفِ اعتزازه بهذا النجاح، حيث صرح أن الموسم يشكل محطة لترسيخ قيم المواطنة والتلاحم، مؤكداً أن “التبوريدة ليست مجرد فرجة شعبية، بل هي مدرسة في الانضباط وروح الفريق، وتجسيد لعراقة التقاليد المغربية التي ينبغي نقلها للأجيال القادمة”. وأضاف أن الجماعة عازمة على جعل هذا الحدث موعداً قاراً في الأجندة الثقافية للمنطقة، إيماناً بدور الثقافة في تعزيز التنمية المجالية وتنشيط الدورة الاقتصادية.
وقد نوه بوطويل بالدعم الذي قدمته مختلف السلطات المحلية والأجهزة الأمنية من أجل ضمان مرور الموسم في أجواء تنظيمية آمنة، كما أشاد بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها جمعية فرسان بني يخلف لإنجاح هذه النسخة، إلى جانب مساهمة المكتب الشريف للفوسفاط الذي وفر دعماً مادياً ولوجستياً ساهم في إخراج التظاهرة في حلة مشرفة.
وبالنظر إلى النجاح الذي حققه موسم بني يخلف للتبوريدة هذه السنة، يتأكد مرة أخرى أن الثقافة ليست ترفاً، بل رافعة للتنمية، ووسيلة لتثمين التراث وصون الهوية، بما يفتح آفاقاً واعدة أمام الجماعة لتعزيز موقعها ضمن الخريطة الثقافية الوطنية.
