شاءت الاقدار ان نجتمع اليوم بعد اسبوع ويزيد عن الكارثة الطبيعية ممثلة في الزلزال المؤلم الذي عرفته البلاد وخلف خسائر بشرية ومادية ومؤلمة وخاصة في اقليم تارودانت والحوز وغيرها من الربوع المحيطة… انطلقت بعدها تعبئة مجتمعية كاملة بإشراف شخصي من جلالة الملك حفظة الله الذي اعطى تعليماته لاعداد وتنفيذ برنامج استعجالي منذ الدقائق الاولى بهدف إغاثة المناطق المنكوبة والتخفيف عن معاناة المتضررين.

وبعد التسليم بقضاء الله وقدره لا نقول إلا ما يرض الله. ” وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالو إنا لله راجعون …صدق الله العظيم.”

السيدات والسادة :

لقد دبرت بلادنا ه هذه الازمة الطبيعية الطارئة التي لا راد لقضاء الله فيها بحس عال من المسؤولية … انخرطت فيها جهتنا برئاسة الاخ اشنكلي الذي رابط الايام في الميدان بكل وطنية تنفيذا للتوجهات الملكية السامية بهدف ايجاد الحلول وتوفير كافة المساعدات الممكنة لاغاثة المهلوكين من عائلاتنا في هذه الربوع بجماعات هذا الاقليم المنكوب، كما انخرط منتخبو الجهة كل من موقعه إلى جانب السلطات ومختلف المتدخلين من قوات المسلحة الملكية والدرك ورجال الوقاية المدنية ومؤسسات مدنية وأفراد في هبة وطنية عاشت روح التضامن والتآزر والتعاضد لانقاذ مايمكن إنقاذه والعمل على تخفيف الوجع، الذي سببه الدمار.

لكل الذين قضوا في هذا المصاب الجلل نسأل الله تعالى أن يتقبلهم في عداد الشهداء والمجاهدين، نسأله عز وجل أن يقوينا وإياهم ، ونسأله تعالى العفو عن المصابين وإلباسهم رداء الصحة والعافية وأن يبدل محنتهم منحة من الرضا ويتبثهم ويلهمهم الصبر والسلوان.

السيدات والسادة،

إن الفريق التجمعي بجهة سوس ماسة يثمن عاليا النهج الاستباقي والروح الوطنية القوية والسرعة التي طبعت التفاعل مع هذه الفاجعة المدمرة.

إن هذه الروح والانخراط الجماعي، جاء وفق نهج ملكي قويم، ورؤية سديدة ومتبصرة لجلالة الملك حفظه الله، مستمدة من القيم التابتة والراسخة للامة المغربية والتلاحم الكبير بين العرش والشعب في كل الظروف وفي الجدية والمصداقية والعطاء ونكران الذات وفي التضامن والتفاني في العمل الجدي، والتي تعكسها روح تمغربيت التي اصبحت حديث الجميع.

هذه الروح أبانت عن قدرة المغاربة على الصمود وكشفت معدنهم في العطاء والوفاء الولاء والتضامن وهو الامر الذي أرعب الخصوم وأخرس الاصوات المعادية .

السيد الرئيس:

السيدات والسادة

إن اجتماعنا اليوم يأتي في إطار الروح التي تحول هذه المحنة التي خلفت أرواحا نسأل الله أن يقبلها في عداد الشهداء، ومصابين وخلفت خسائر مادية كبيرة الى منحة

إن الحرص الشخصي لجلالة الملك حفظه الله وتوجيهاته الكريمة السامية يشكل نبراسا ودفعة قوية للنفس التضامني الذي انخرط فيه المغاربة من شمال المغرب وجنوبه ومن شرقه وغربه في اتجاه هذه المناطق المنكوبة من اقاليم وسط المملكة، ومن ضمنها إقليم تارودانت والجماعات التي تنشر على جباله الجريحة.

السيد الرئيس :

إننا واعون بحجم الانتظارات وثقل المسؤولية وبحاجيات المنطقة، تلك المتعلقة بالبنيات الاساسية وإعادة الاعمار، وتلك التي تدخل في مجال اختصاص الجهة لضمان الكرامة لساكنة تلك الربوع من جهتنا.

وبناء عليه، وفي ختام هذه الكلمة نجدد تأكيدنا عن الانخراط الكامل والتلقائي بهدف تفعيل البرنامج الاستعجالي لمواجهة الاثار المترتبة عن هذه الفاجعة المؤلمة، والعمل بجدية ومسؤولية

وما ذلك على المغاربة بعزيز … بمشيئة الله وقوته .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.