✍️ نورالدين سوتوش

يعرف العالم نقصا كبيراََ في موارد المياه، وكل الاحصائيات الميدانية في هذا الصدد أكدت على خطورة الوضع، فالعديد من الدول تسابق الزمن لتدارك الامر بسن سياسات مائية تروم إلى ترشيد استهلاك هذه المادة الحيوية.
وعلى الصعيد الاممي ، وفي سنة 2021 ،صدر تقرير عن الامم المتحدة تحت عنوان تقدير المياه حقَّ قدرها: “ذهب أزرق” جديرٌ بالحماية،
والذي أشار إلى موضوع تنمية الموارد المائية لعام 2021، الذي تنشره اليونسكو بالنيابة عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية، وبينت من خلاله ” أنَّ السبب الرئيسي لهدر المياه وإساءة استخدامها، يكمن في عدم القدرة على الاعتراف بقيمتها، وعلى الرغم من صعوبة إجراء تقدير موضوعي وغير قابل للدحض لقيمة أحد الموارد التي تندرج في عداد الأسس التي تقوم عليها الحياة، فإنَّه من الضروري توضيح مختلف أبعاد المياه من أجل بيان مختلف جوانب “قيمتها”، ولا سيما في هذا الوقت الذي تتفاقم فيه ندرة المياه، في ظلِّ النمو السكاني وتغيُّر المناخ.”
وتناول التقرير في نسخة 2021 ،مسألة قيمة المياه، ويُوضح أنَّ حصر تفكيرنا في أغلب الأحيان في ثمن تكلفة المياه، دون إدراك قيمتها البالغة الأهمية التي لا تقدر بثمن، هو السبب الكامن وراء إهمالنا لها وهدرها في معظم الأحيان.

التغير المناخي في قفص الاتهام..

تعد التغيرات المناخية من بين الاسباب الجوهرية المساهمة في الجفاف، واكدت تقارير علمية متخصصة ان نسبة ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة المتوسطية بالتحديد بلغت 20٪، بوثيرة اسرع من بقية العالم.
وارتباطا بهذه المعطيات ،نجد أن المغرب وفرنسا والبرتغال تعرف موجة جفاف حادة، تعد الأسوء خلال آلالف سنة الأخيرة، والحرائق التي عرفتها المنطقة برمتها ما هي الا نتائج لهذا الاضطراب المناخي.

أوروبا و معاناتها مع الجفاف الحاد مستقبلاََ..

ستعاني منطقة أوروبا من أزمة حادة قد تصل إلى درجة جفاف في المياه الصالحة للشرب.
وافادت في هذا الصدد صحيفة “الغارديان” البريطانية نقلاََ عن وكالة البيئة قولها “لا توجد إشارات قوية على وقوع تحسّن كبير في ظروف الجفاف الحالية”.
وفرضت على مناطق عدة من بريطانيا حظرًا على استخدام خراطيم المياه، وحدرت فرق الإطفاء من نشوب حرائق غابات بسبب شدة الجفاف.

الجفاف وانخفاض في منسوب الفرشة المائية بالمغرب..

المغرب لم يعد من المناطق المستثناة من هذه الظاهرة ، وشح التساقطات المطرية ارخت بظلالها على العرض المائي، سواء السطحية او الجوفية، الوضع الذي الزم الجهات المسؤولة على اتخاذ إجراءات آنية للحد من مظاهر تبدير الماء، كإغلاق محلات لغسل السيارات التي لا تتوفر على مصادر مياه ذاتية،بالإضافة إلى تنظيم حملات اعلامية تحسيسية تدعو إلى ترشيد استهلاك الذهب الازرق.
الا أن هذه التدابير المتخدة لمواجهة هذا الاشكال غير كافية ، فالدولة ملزمة بتحديد خطوط السياسة المائية الوطنية قبل الوصول إلى خط الطوارئ و الاضطراب.
وحسب أحدث المعطيات ، تمثل المياه الجوفية حوالي 20% من موارد المياه. وتغطي هذه المياه طبقات ارضية تبلغ مساحتها الاجمالية حوالي 80,000 كيلومتر مربع، أي حوالي 10% من مساحة البلاد، و يقدر إجمالي عمليات سحب المياه الجوفية بـ3,170 مليون متر مكعب في السنة، غير أن الوضع الحالي يتسم بالاستغلال المفرط بحوالي 4,2 مليار متر مكعب في السنة من مياه الجوف، بزيادة نسبتها 10% عن متوسط التغذية السنوية.

الحياة لا يمكن أن تستمر بدون ماء، وترشيد استهلاكه التزام وضرورة وجودية لا محيد عنها، وإدارة هذه الثروة تتطلب استراتيجيات عميقة للحفاظ على استمرارية هذه المادة الحيوية جداََ.