✍️ فيدو محمد

منذ ازيد من اسبوعين حدث انقلاب عسكري في النيجر دون اراقة دماء,فتم ايداع الرءيس السجن و تبني المطالب الشعبية الرامية الى تحسين الظروف الاقتصادية و السياسية والاجتماعية للمواطنين بالنيجر .

و قد حدث الانقلاب بعد فشل الرءيس المخلوع من تحقيق عدالة اجتماعية ,و عجزه التام عن حماية و الدفاع عن مصالح البلاد امام الامبريالية الفرنسية اللتي تحكم الاقتصاد و السياسة في البلاد .

و قد تبنى الجيش مؤخرا مرحلة انتقالية من ثلاث سنوات للتمهيد لاصلاح سياسي ديمقراطي شامل بالبلاد ,في حين تضغط الجمهورية الخامسة لاعادة الحكم المدني دفاعا عن مصالحها الحيوية بالنيجر.

و تعد النيجر اكبر مورد لمادة اليورانيوم اللمفاعلات النووية الفرنسية بمدينة تولوز وغيرها ,كما انها تتحكم في السيولة النقدية للبلاد وتمارس ابشع صور الاستغلال الاقتصادي مما ترتب عنه فقر و فساد على جميع المستويات .

و قد اجتمع مطلع هذا الاسبوع قادة الاكواس لثني القادة العسكريين على الانقلاب مهددين بتدخل عسكري بحكم عضوية النيجر في هذا التكتل .

و ينتظر في الايام القادمة اتضاح الصورة بهذا القطر الفقير من دول جنوب الصحراء ,و من الممكن ان نجح هذا الانقلاب في ترسيخ قاعدة ديمقراطية و مساواة اجتماعية ان تحدث انقلابات جديدة في بلدان عدة بالقارة السمراء ;خاصة بعد المشاكل العويصة في الغذاء و الشغل و الهجرة التي سببتها الفوضى و الفساد و الاستغلال.

و تسعى الحكومات الافريقية الى الاستثمار في الراسمال البشري الافريقي و العمل على مقدرات البلدان الافريقية و منها النيجر لتحقيق الرفاهية عوض ركوب قوارب الموت الى الضفة الشمالية.

و من جانب اخر; باتت القارة السمراء اليوم في مفترق الطرق حاسم,و شرعت في التخلص من الفساد و اذرعه و من الاستغلال و مصادره رغبة في اقلاع اقتصادي و تنويع الشراكاء داخل القارة و خارجها على مبدا رابح رابح.