نشرة

في خطوة أثارت جدلا واسعا واعتُبرت خرقا واضحا للقوانين المنظمة للعمل بالمؤسسات الاجتماعية، تم تعيين طباخ متقاعد كمربي داخل مركز حماية الطفولة ذكور بمدينة أكادير، مما تسبب في موجة من الانتقادات من قبل المتابعين للشأن المحلي، ووفقاً لمصادر مطلعة، جاء هذا التعيين بهدف منح الطباخ امتياز الاستفادة من السكن الوظيفي المخصص للموظفين العاملين بالمركز.

الطباخ الذي تحول إلى “مربي” يعاني من إعاقة في إحدى ساقيه، مما يصعب عليه القيام بمهامه اليومية، ومع ذلك تم تكليفه بمسؤولية الإشراف على جناح مخصص للأطفال الصغار. ووفقاً للمصادر نفسها، يترك “المربي الطباخ” الجناح للأطفال بمفردهم ويغادر إلى منزله للنوم، مما يهدد سلامة النزلاء ويعرضهم لخطر الإهمال.

وقد أثار هذا الوضع تساؤلات عديدة حول مدى قانونية إعادة توظيف شخص تقاعد من عمله سابقا، في وقت يعاني فيه الكثير من الشباب من حاملي الشهادات الجامعية من البطالة وعدم الحصول على فرص عمل في مثل هذه المؤسسات الاجتماعية.

“الكسالة” تتولى زمام الأمور وعنف ضد النزلاء

لم تتوقف المخالفات عند تعيين الطباخ، إذ كشفت المصادر عن أن إحدى العاملات في حمام شعبي بالمدينة، والمعروفة محليا بـ”الكسالة”، تتولى زمام الأمور داخل المركز وتمارس العنف ضد النزلاء في غياب شبه تام للإدارة، ما يفاقم من سوء الأوضاع ويثير مخاوف واسعة حول حقوق الأطفال داخل المركز.

وضع غذائي كارثي وتلاعبات مالية

أما على مستوى التغذية، فالواقع لا يقل سوءا، حيث أكد شهود عيان أن الوجبات المقدمة للنزلاء تعاني من نقص في الكمية وتردٍ في الجودة، إذ يتم شراء مواد رخيصة بأسعار مبالغ فيها، ما يوحي بوجود تلاعب مالي لتحقيق مكاسب شخصية على حساب صحة الأطفال، مما يدفع بعض النزلاء إلى الهروب من المركز بحثا عن طعام يسد رمقهم في الشوارع، مفضلين مواجهة قسوة الحياة خارجا على قسوة المركز.

مطالبات بتدخل عاجل وإيفاد لجان تحقيق

يضع هذا الوضع إدارة المركز في موقف حرج أمام الرأي العام، ويستدعي تدخلا عاجلا من الجهات المعنية لضمان تطبيق القانون وحماية حقوق النزلاء.

وقد طالب عدد من المتابعين بضرورة تنظيم زيارات مكثفة للجان المراقبة للوقوف على هذه الاختلالات، مناشدين والي جهة سوس ماسة بالتدخل الفوري للحد من الفوضى التي تعم هذه المؤسسة الحيوية.