نشرة/وكالات

تحفظت الحكومة على‭ ‬إحالة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬الذي‭ ‬أعده‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬وهبي،‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬المثير‭ ‬للجدل،‭ ‬وفريق‭ ‬عمله،‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬المجلس‭ ‬الحكومي،‭ ‬لأنه‭ ‬يتضمن‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬بموجبها‭ ‬محاكمة‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬والوزراء،‭ ‬ورئيسي‭ ‬البرلمان،‭ ‬والولاة‭ ‬والعمال،‭ ‬ورئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬ورئيس‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬والقضاة‭ ‬وضباط‭ ‬الشرطة‭ ‬القضائية،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬نوعية‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬عادية،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أكدته جريدة ‭ “‬الصباح‭”.‬

وأفادت‭ ‬المصادر ذاتها،‭ ‬أن‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للحكومة‭ ‬والوزراء‭ ‬لم‭ ‬يصدروا‭ ‬بعد‭ ‬رأيهم‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬من‭ ‬مستجدات‭ ‬تتلاءم‭ ‬ودستور‭ ‬2011‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬اعتراض‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين،‭ ‬تضيف‭ ‬المصادر،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬إحالة‭ ‬نص‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬المجلس‭ ‬الحكومي،‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬توصل‭ ‬كل‭ ‬وزير‭ ‬ومسؤول‭ ‬بنسخة‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭.‬

وحمل‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬الذي‭ ‬أحالته‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬على‭ ‬شركائها‭ ‬لأجل‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬فيه،‭ ‬وعلى‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للحكومة‭ ‬والوزراء‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين،‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الحالي،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التطرق‭ ‬بتفصيل‭ ‬لمسطرة‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬وأعضائها،‭ ‬والولاة‭ ‬والعمال،‭ ‬والرئيس‭ ‬المنتدب‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬لسد‭ ‬ثغرات‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬الحالية‭.‬

وتهم‭ ‬المحاكمة‭ ‬ثلاث‭ ‬فئات‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬المادة‭ ‬265‭ -‬1،‭ ‬الأولى‭ ‬تضم‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬والوزراء،‭ ‬ورئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬والرئيس‭ ‬المنتدب‭ ‬للسلطة‭ ‬القضائية،‭ ‬والوزراء،‭ ‬ورئيسي‭ ‬البرلمان،‭ ‬والولاة‭ ‬والعمال‭.‬

وتهم‭ ‬الفئة‭ ‬الثانية‭ ‬قضاة‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬والرئيس‭ ‬الأول‭ ‬لمحكمة‭ ‬ثاني‭ ‬درجة‭ ‬أو‭ ‬وكيل‭ ‬العام‭ ‬للملك‭ ‬لديها،‭ ‬وقضاة‭ ‬محكمة‭ ‬النقض،‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات‭ ‬والمحكمة‭ ‬العسكرية،‭ ‬أما‭ ‬الفئة‭ ‬الثالثة‭ ‬فتضم‭ ‬ضباط‭ ‬الشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬بالاختصاص‭ ‬الوطني‭.‬

ولم‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬بنود‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬السابقة‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬2002،‭ ‬لعدم‭ ‬تضمينها‭ ‬كيفية‭ ‬تأطير‭ ‬المحاكمة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬التحري‭ ‬والبحث،‭ ‬وتفتيش‭ ‬الأماكن،‭ ‬والوضع‭ ‬تحت‭ ‬الحراسة‭ ‬النظرية،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬بند‭ ‬يحدد‭ ‬من‭ ‬سيصدر‭ ‬الإذن‭ ‬بذلك‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المسطرة‭ ‬السابقة،‭ ‬تسمح‭ ‬للمتابعين‭ ‬بحق‭ ‬الاستئناف،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬المرحة‭ ‬الأخيرة‭ ‬باللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مسطرة‭ ‬النقض‭.‬

وقالت “الصباح” إنه لتفادي‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوائق،‭ ‬اشتغل‭ ‬وهبي‭ ‬رفقة‭ ‬مختصين‭ ‬وخبراء‭ ‬ومستشاري‭ ‬الوزارة،‭ ‬لسد‭ ‬الثغرات‭ ‬السابقة،‭ ‬وبذلك‭ ‬نصت‭ ‬مسودة‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬إجراء‭ ‬البحث‭ ‬مع‭ ‬الوزراء‭ ‬والرئيس‭ ‬المنتدب‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬وفق‭ ‬مسطرة‭ ‬خاصة،‭ ‬إذا‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬أثناء‭ ‬مزاولة‭ ‬مهامهم‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭ ‬ارتكاب‭ ‬فعل‭ ‬معاقب‭ ‬عليه‭ ‬بوصفه‭ ‬جناية‭ ‬أو‭ ‬جنحة‭.‬

وأعطى‭ ‬للوكيل‭ ‬العام‭ ‬للملك‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬النقض،‭ ‬وفق‭ ‬المادة‭ ‬264‭-‬1‭ ‬وحده‭ ‬اختصاص‭ ‬منح‭ ‬الإذن‭ ‬لإلقاء‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬الفئات‭ ‬السالفة‭ ‬الذكر،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرم،‭ ‬ووضع‭ ‬أفرادها‭ ‬تحت‭ ‬الحراسة‭ ‬النظرية،‭ ‬أو‭ ‬إخضاعهم‭ ‬لأحد‭ ‬تدابير‭ ‬المراقبة‭ ‬القضائية،‭ ‬أو‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬جراء‭ ‬آخر‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬حريتهم‭.‬

ويمنح‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬للملك‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬النقض‭ ‬الموافقة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬يرفعه‭ ‬إليه‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬البحث‭ ‬بدائرة‭ ‬اختصاصه‭ ‬المحلي،‭ ‬إذا‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬الإجراء‭ ‬ضروري‭ ‬لحسن‭ ‬سير‭ ‬البحث‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬تطلب‭ ‬البحث‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬المذكورين‭ ‬أو‭ ‬تفتيش‭ ‬مسكنه‭ ‬فإن‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬للملك‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬المشرف‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بهذه‭ ‬العملية‭.‬

وإذا‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بفعل‭ ‬منسوب‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتدب‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للسلطة‭ ‬القضائية،‭ ‬أو‭ ‬رئيس‭ ‬النيابة،‭ ‬نص‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المتابعة‭ ‬تقرر‭ ‬فيها‭ ‬لجنة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬رئيس‭ ‬غرفة،‭ ‬وأقدم‭ ‬محام‭ ‬عام،‭ ‬وأقدم‭ ‬عضو‭ ‬بالغرفة‭ ‬الجنائية‭ ‬بمحكمة‭ ‬النقض‭. ‬وتتولى‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬ممارسة‭ ‬اختصاصات‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬للملك‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬النقض‭.‬