ينتمي إقليم بنسليمان إلى جهة الدار البيضاء سطات منذ 2015 ، مما يجعله من بين المناطق التي تغري سكان المدن المجاورة الباحثين عن الهدوء والسكينة ، ويشكل منطقة فلاحية وسياحية مهمة ، لتنوعها السياحي : شريط غابوي على مساحة 57000 هكتار ، مما يوفر أنشطة مثل : رياضة المشي والفروسية وألعاب القوى ، وشواطئ على مسافة 35 كلم ( شواطئ بوزنيقة وداهومي والصنوبر) .
كما يتميز بمناطق جذب سياحي مهمة نظرًا للمحيط الطبيعي الذي يحيط به ، والعديد من المرافق الترفيهية (ملعب جولف المنزه بمساحة 185 هكتارًا ، ومواقع تسلق الصخور، ومسارات المشي لمسافات طويلة ، والشلالات ، و مشروع الملعب الجديد الذي سيتم بناؤه ، بسعة 113 ألف متفرج ، يمتد على مساحة 100 هكتار بمدينة المنصورية ، كما يتمتع هذا الإقليم بمناخ قاري تتراوح درجات الحرارة فيه من 10 إلى 35 درجة مئوية.
على الرغم من الموقع الإستراتيجي لمدينة بنسليمان التي تقع بين مدينة الرباط (62 كلم ) ومدينة الدار البيضاء ( 55 كلم ) ، و كل هذه الموارد الطبيعية المتعددة ، إلا أن المدينة تعاني التهميش التنموي المفروض عليها من قبل الجهات الإدارية المنتخبة ، لأسباب لم يفهمها المواطن المحلي الذي يعيش واقعا مزريا ، منذ عقود من الزمن .
هناك جملة من المشاكل تعاني منها المدينة الشاحبة تنمويا ، التي لها قصة كبيرة في فشل المقاربات التنموية ، ولها جملة من المشاكل يعاني منها سكان “(المدينة الخضراء)” يتجرعون مرارة الحياة بسبب التهميش والإقصاء التنموي في جميع المجالات بدون إستثناء .
من خلال هذه المعطيات يتساءل الشارع السليماني عن التناقض الصارخ وغير المفهوم ، للحالة التي وصلت إليها المدينة من التهميش و البؤس والحرمان نتيجة غياب أدنى متطلبات الحياة .
إن الوضع المزري الذي يعيشه سكان بنسليمان ، والذي فاقمه التجاهل الكبير من لدن القائمين على تدبير شؤونها ، فضلا عن إلتزام الصمت والإكتفاء بدور المتفرج من قبل عمالة إقليم بنسليمان ، وفقا لتصريحات السكان الساخطين على هذا الوضع الكارثي ، وكما جاء على لسان بعض المهتمين بالشأن المحلي عن دور وزارة الداخلية في إتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية في حق من سولت لهم أنفسهم التلاعب بمصالح المواطنين وتبذير المال العام دون رقيب ولاحسيب ، في غياب تام لربط المسؤولية بالمحاسبة ، خصوصا أن مجموعة من المشاريع العالقة منذ مدة طويلة ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

السوق النمودجي للباعة المتجولين ، المسبح البلدي ، التقل العمومي…

والقائمة طويلة ….
إن هذا الركود الذي تعرفه المدينة يعود بالأساس إلى السياسة التي تنهجها المجالس المتعاقبة على تدبير شؤون المجلس البلدي ، وجاء هذا المجلس الحالي ليزكي ذلك ، بل ليزيد “الطين بلة” ، ويؤكد أن المصلحة العامة هي ٱخر ما يفكر فيه المسؤولون بالمدينة .
إن المتتبع لما يجري بهذا الإقليم ، يجعله حائر أمام هذا التناقض الخطير ، بحيث أن الإقليم يعيش أوجاع الحرمان والألم والعوز ، والوضع المعيشي الذي يتخبط فيه سكان الإقيلم عموما وسكان مدينة بنسليمان على وجه الخصوص ، في حين نرى أموال طائلة تنفق على إحتفالات التبوريدة والسهرات ، وكأن الإقليم في أبهى أيامه لاينقصه إلا ” النشاط والقصير “