ياسين خرشوفة ✍️

على إثر الخلاف الحاد الذي وقع بين كل من ممثل المعارضة بالمجلس الجماعي بتازة منير شنتير ورئيس المجلس عبد الواحد المسعودي، – والذي حسب عدة مصادر أصبح بيد القضاء باعتباره الفيصل- اتسع هذا الخلاف ليشمل المجلس الإقليمي، ليصبح الصراع بين المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي.

وقد عبر المجلس الإقليمي، عن تضامنه مع النائب البرلماني وعضو المجلس الجماعي بتازة، مشيرا في بيان له، “على إثر التطاول اللفظي غير المقبول والمرفوض جملة وتفصيلا الذي تعرض له السيد منير الشنتير النائب البرلماني والنائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي لتازة وعضو بجماعة تازة” مضيفا أن ما تعرض له شنتير يعد سلوكا مرفوضا وغير مقبول في حق شخص عضو في مؤسسات دستورية، تعتبر الإساءة لأحد أعضائها إهانة لها ولسمعتها”.

وفي نفس السياق سارع أيضا حزب الاستقلال لإصدار بيان تضامني مع شنتير النائب البرلماني وعضو المجلس الجماعي والنائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي، والمنتمي لحزب الاستقلال.

جميل جدا أن ترى من يدافع عن المؤسسات الدستورية والحفاظ على أصوات الكتلة الناخبة، لكن أليست مدينة تازة هى أولى بالتضامن، أليس الفرد ينصهر ضمن الجماعة؟ ماذا يشكل شخص واحد ضمن عشرات الآلاف من ساكنة تازة؟

ولعل الزائر لمدينة تازة يأخذه العجب والتحسر والتأسف على مكان أنجب العلماء والأدباء والفقهاء…،كانت المدينة موطنا لطلبة العلم من كل الروافد، وعرفت أحداثا تاريخية زمن سنوات السبعينات والثمانينات قد تكون قاسية عليها ولم تتحمل تبعاتها، تخرج من مدارسها مهندسون متعددون لكنهم للأسف هاجروا المنطقة ولا يعودون إليها إلا لماما، فتركوا المدينة عرضة للتهميش والهشاشة.

المدينة في كثير من أحيائها تفتقر للصرف الصحي، الخدمات الصحية مهترئة، أحياء منسية، ومنذ زمن لم تعرف أوراشا كبرى كما تعرفها المدن المجاورة، وحتى إذا كانت أوراشا فهي صغرى فقد تمس الوجه الذي يراه الجميع، مآثرها التاريخية آيلة للسقوط، غياب تام لفرص الشغل، الشوارع مظلمة الطرق غير معبدة … والله لنتأسف على مدينة تاريخية كان لها الفضل في وحدة واستقرار المغرب،

ألا يدعو كل هذا للتضامن مع تازة، ياترى هل هناك من يصدر بلاغا تضامنيا مع المدينة وساكنتها التي تعاني الإهمال وتتعايش مع التهميش والإفراط وطمس تاريخ وحضارة عريقة وقيم نبيلة شامخة التي تزدهر بها المدينة العريقة.

ألا تستحق تازة بيانا تضامنيا حول الوضعية المخزية والمحرجة المميتة التي تعاني منها معظم المناطق والأحياء السكنية التي تتكبد مسيرة التضحية والعزلة والإهمال واللامراعاة والاهتمام والإسهام في تنمية المناطق والأحياء السكنية التي تفتقر لأبسط الأشياء الحيوية للمتطلبات اليومية بكل الأحياء السكنية لفائدة الطفولة التازية والأطر الاجتماعية التربوية والرياضية بحيث يشكل هذا الفقدان والإهمال.

كل هذا لا يستحق، لهذا أسأل سادتي، ألا تستحق تازة وقفة تأملية منكم بدون ذلك البيان التضامني، أنه لم تظهر أية مواضيع جديدة أو استراتجية بارزة لأجل فتح أوراش جديدة لفائدة الساكنة والتي تبعث آمال وطموحات وتطلعات المواطنين التازيين من خلال وضع خطة عمل شاملة من خلال توفير مناطق وفضاءات خاصة للأطفال والشباب ومساحات خضراء، فتازة تفتقر إلى أبسط المتطلبات الضرورية التي تتمثل في كراسي بوفرة بكل المناطق والأحياء السكنية والتي ستساهم في راحة خاصة بالنسبة لكبار السن والشيوخ والذين منهم من يعاني من التعب والعياء المتواصل والمستمر.

ونتمنى من كل قلوبنا أن يلتفت الأهل وغير الأهل لحال المدينة التي نُسيت عبر التاريخ لإلحاقها بالمدن السائرة في طرق النمو، وأن تصدر المجالس والأحزاب بياناتها التضامنية على هذه الشاكلة.