عبد القادر البروجي ✍️

نظمت جمعية مرنيسة نوستالجيا للتراث والسياحة والرياضة بإقليم تاونات رحلة سياحية في نسختها الثانية يوم الأحد الفارط 8 ماي 2022 إلى قمة جبل درينكل بمنطقة بني وليد الذي يبلغ ارتفاعه 1600 متر عن سطح البحر بعد أن قامت بتنظيم النسخة الأولى بتاريخ 5 ماي من السنة الماضية. 

الرحلة عرفت توافدا كبيرا من طرف المشاركين، إذ بلغ عددهم حوالي ثمانون فردا من داخل إقليم تاونات وخارجه جمعهم حب اكتشاف الخبايا الطبيعة الجميلة التي تحتضنها المنطقة، والتي انطلقت من مركز بني وليد على متن سيارات على الساعة السابعة صباحا إلى دوار واد اللوان كمحطة أولى التي عرفت وجبة إفطار جماعية بين أحضان الطبيعة، لتأخذ الرحلة التي جمعت بين السياحة والرياضة والثقافة مسارها إلى قمة الجبل مشيا على الأقدام بمسافة 24 كلم صعودا ونزولا، إذ استمتع المشاركون والمشاركات بطبيعة ساحرة بغابة درينكل الشاسعة، مرورا بمنابع عنصر واد اللوان مع استراحة قصيرة هناك وشرب الماء العذب.

هذا وقد وصل الوفد المشارك إلى قمة الجبل بأولاد يخلف على الساعة 12 زوالا، حيث قضى وقتا لطيفا وممتعا، وتم تنظيم مباريات في كرة القدم بين خمس فرق من المشاركين والمشاركات على ملعب طبيعي رائع الموجود هناك.

ومن الجانب الثقافي، وعند رحلة العودة، ومرورا بمنابع عنصر برواض الساحرة مع استراحة قصيرة هناك، وصل الوفد عصرا إلى أقدم مسجد بإقليم تاونات مع آداء صلاة العصر بها لمن تسنى له ذلك من المشاركين، إذ تفاجأ عند زيارته واكتشافه لأمل مرة لهذه المعلمة التاريخية بالمنطقة والرائعة بهندستها الشبيهة بالبناء الذي كان منتشرا بمدينة فاس، ويعود تاريخ بنائه حوالي 850 سنة ويوصف بمسجد قرويين تاونات المتواجد بدوار القلالين بجماعة بني وليد.

وفي كلمة تعريفية بالمعلمة التي ألقاها الدكتور عاهد الزحيمي المتخصص في علم التاريخ على الوفد المشارك، قال أن المسجد بناه العالم رشيد ابن رشيد الوليدي الذي عاش مرحلة تاريخية تعود إلى نهاية عهد الموحدين وبداية عهد المرينيين، وأضاف، وحسب بعض الترجمات تثبت وتؤكد بأن العلامة رشيد الوليدي له العديد من الكتب، ومن بينها الكتابين المعروفين “الحلال والحرام” و “حاشية على المدونة”، وكان عالما وزاهدا ومن أقرب الناس إلى الحق وكان بحرا زاخرا من العلم والمعرفة وأستاذا بجامعة القرويين بمدينة فاس، وأن السبب الذي جعله مغمورا كونه كان بعيدا عن ذوي الجهل والنفوذ، وحسب وفاته قال الذكتور أن حوله غموض، حيث هناك من يقول أنه توفي على إثر وباء ضرب مدينة فاس سنة 749 هجرية، وهناك من يقول توفي قبل ذلك.

للإشارة فقد تم الترخيص للجمعية بزيارة المسجد من طرف المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتاونات بعد أن تم تقديم طلب لها من طرف رئيس جمعية مرنيسة نوستالجيا للتراث والسياحة والرياصة السيد هشام الشتيوي بدوره قدم اعتذارا كبيرا في كلمته أمام الوفد عن عدم مشاركته في الرحلة إلا في فترتي الصباح والمساء لضروف شخصية قاهرة.

وفي تصريح لموقع “نشرة” أكد رئيس جمعية مرنيسة نوستالجيا للتراث والسياحة والرياضة السيد هشام الشتيوي أن الجمعية تهتم بالمجال السياحي بإقليم تاونات وبالمنطقة على وجه الخصوص، وأضاف أن رحلة درينكل ما هي إلا محطة من مجموعة من المحطات التي إن شاء الله ستحاول الجمعية الاشتغال عليها ورسمها كمدار سياحي ولعشاق رياضة المشي، ثم أضاف أن الجمعية تعمل جاهدة بمعية جماعة بني وليد ليتم تأهيله قدر ما أمكن عن طريق تثبيت التشوير الطرقي التي تشير إلى القمة وكذا تأهيل الطريق، وقال أن كل هذه الاشتغالات فهي عن المدى القريب.

وتابع هشام تصريحه أن هناك أهداف عن المدى المتوسط والبعيد التي تتمثل في إحداث دار الضيافة بالمنطقة، وفضاءات ترفيهية مع تأهيل ملعب قمة درينكل الرائع، ليضرب موعدا السنة المقبلة بحول الله في النسخة الثالثة من الرحلة.