✍️نورالدين سوتوش

“المعيشة غلات” ، هكذا كان حال لسان العديد من المواطنين الذين صادفتهم “جريدة نشرة” في ربورتاج استطلاعي حول موجة الغلاء التي أثرت بشكل عميق في معيشهم اليومي.

بدأت الخطوة الأولى لرحلة الالف ميل، بزيارة لعينة من الأسواق الاسبوعية باشتوكة أيت باها، لنرصد عن قرب حجم النشاط التجاري والاقتصادي في هذه الفضاءات الشعبية.

المهمة لم تكن سهلة بالنسبة لنا، البحث عن مصادر التصريحات كانت تتسم في كثير من الأوقات بنوع من الممانعة.

احياناََ لا أجد كيف ادبر مصروف التنقل للذهاب إلى عملي ..

أحمد، عامل، متزوج وله طفلين، يعمل كأجير في إحدى الشركات بمدينة مجاورة، صادفته جريدة نشرة، وعبر بحسرة كبيرة، “أنا لست بخير، الوضع أضحى معقداََ على الجميع، أصبحت نسبة الإنفاق الأسري مضاعفة، ويا ليت الحرب الروسية الاوكرانية الملعونة تتوقف..!”
واعقب قائلاََ” احياناََ لا أجد كيف أدبر مصروف التنقل للذهاب إلى عملي”

وعلى بعد خطوات قليلة، التقينا عمر، شاب في مقتبل العمر، ينحذر من الأقاليم الشمالية، يركن إلى زاوية بمحاداة مقهى، سألناه عن سبب جلوسه في ذلك المكان وحيداً، متأبطاََ هاتفه بين يديه، فرد على سؤالنا مبتسماََ ” لا أملك ثمن تعبئة الهاتف، لذلك أنا هنا لاتصل بشبكة الانترنيت عبر الWi-Fi بالمجان”.

انا لا أهتم بالسياسة…

وغير بعيد من المكان، رصدنا نادلا وهو يمسك بثلاثة فناجين قهوة بين كفه، متحركاََ بخفة كبيرة بين زبناء المقهى ، وقبل أن نسأله رد علينا مسرعاََ” أنا لا أهتم بشؤون السياسة اتركوني وشأني!”
لطفنا معه الاجواء قليلاََ ، وطلبنا منه أن يصف حجم الرواج في المقهى بالمقارنة مع الأيام الماضية قبل الزيادة في اسعار معظم المواد الاستهلاكية الاساسية، فأعقب قائلاََ:”كما ترى أمامك، كل طاولات المقهى محجوزة تماماََ” ، واستطرد متحدثاََ بهمس” بيني بينك، “الباطرون “هو الرابح الاكبر” يشير إلى صاحب المقهى ، واسترسل في كلامه ” في اليوم الواحد كنت اربح مبلغاََ محترماََ من المال” البقشيش “، والآن الزبناء لم يعودوا اسخياء كما كانوا في الماضي القريب ، هذا ربما بسبب موجة الغلاء التي أثرت على الجميع، فالكل متوجس وقلق من الأوضاع الاقتصادية الحالية والصعبة للغاية”

غلاء الخرفان ناتج عن ارتفاع أسعار الاعلاف ..

بعد اسبوع توجهنا صوب بقعة جغرافية أخرى، إلى سوق آخر، لنستقصي اراء أناس آخرين، حول ذات موضوعنا.

اقدامنا حملتنا إلى” رحبة الأغنام”، وفي اول الوهلة لتفحصنا للمكان، رصدنا حركة دؤوبة لزوار السوق، المعروض من الاغنام كان محترماََ إلى حد ما، لكن عملية الشراء كانت بطيئة ومحدودة كما وصفها احد الباعة، الذي قال ” من الطبيعي أن ترتفع أسعار المواشي بحكم ارتفاع أسعار الأعلاف”،وصرح ذات البائع ” الكساب متضرر جداََ من هذه الناحية، ومن الطبيعي كذلك أن يتأثر المواطن المستهلك بهذا المعطى.”

أزمة ارتفاع الأسعار تسببت في التضخم..

كريم، إطار بنكي ،جاء زائراََ إلى السوق، والقصد هو إقتناء أضحية العيد، ويقول”أزمة ارتفاع الأسعار تسببت في التضخم، والوضع سيتدعي الحزم في اتخاذ إجراءات حكومية للحد من تغول الاسعار”
وأضاف الإطار البنكي ” فلا يعقل أن يستمر هذا؛ الوضع بهذه الوثيرة إلى مالا نهاية، ولا يجب أن نربط كل الاشياء بالحرب الروسية الاوكرانية.”

ارتفاع الأسعار و آفة كورونا وجهان لعملة واحدة..

وعبر علي، وهو من أفراد الجالية المقيمة بالخارج،على الوضع الاقتصادي المحرج الذي تئن تحت وطأته البلد وكافة بلدان العالم” أن المأساة الاقتصادية والاجتماعية مشتركة عالمياََ، وتبقى الحرب الدائرة بين روسيا أوكرانيا وكل الأطراف المتدخلة في هذا النزاع السياسي هي السبب المباشر”، ويضيف “يمكن تشبيه موجة ارتفاع الاسعار هذه بإنتشار آفة كورونا عبر كل ربوع دول العالم، أزمة لم تستثني أحداََ

ارتفاع نسبة التضخم إلى 4،7 ٪ إلى نهاية السنة الجارية

وحسب التقرير الاخير للمندوبية السامية للتخطيط ، فإن مؤشر التضخم ارتفع بـ٪4,4 نهاية أبريل على أساس سنوي، ويتوقع بنك المغرب أن يرتفع التضخم إلى 4,7 في المائة برسم السنة الجارية.

ومن أجل الحد من تداعيات ارتفاع الاسعار ، قررت الحكومة المغربية تقديم دعم مالي لمهنيي قطاع النقل البري للركاب والبضائع، من أجل الحفاظ على القدرة الشرائية للمغاربة.