✍️نورالدين سوتوش /اشتوكة آيت باها

تستعد ساكنة دواري العرب واحمر والدواوير المجاورة بجماعة أيت اعميرة ،للخروج في تظاهرة احتجاجية، يومه الخميس 17 نونبر الجاري امام مقر الجماعة.

وجاءت هذه المبادرة الاحتجاجية كرد على عدم التوصل بأي حل توافقي لمشكل الواد الحار، يقي ساكنة هذه الدواوير من أزمة بيئية خطيرة،ناهيك عن الاضرار الصحية الجسيمة التي قد يتسبب فيها هذا المصدر الملوث.

وفي هذا السياق، تم تأسيس لجنة محلية اختارت شعار” علاش جينا وحتجينا…. الواد الحار فاض علينا” للدفاع عن مطالب الساكنة عبر القنوات الرسمية، حيث أكدت في بيان لها، تتوفر جريدة nachra.ma الإلكترونية علي نسخة منه ،على أن “الواد الحار بدوار العرب ودوار الحمر بأيت اعميرة تصب كنقطة نهاية لها في أحواض تم حفرها منذ سنين في مدخل الدوارين و على مقربة من حي تودلي. هاته الأحواض تقع وسط الساكنة و على مقربة من مجموعة من المؤسسات العمومية أهمها ثانوية الخوارزمي التأهيلية و دار الطالب .

وأضاف ذات البيان أن “هاته الأحواض تحتاج لافراغ بشكل مستمر و منتظم عن طريق الصهاريج الايكولوجية، و في حالة التوقف عن افراغها فإنها تفيض على الشارع العمومي و تسري من مدخل دوار العرب مروراً بمدخل ثانوية الخوارزمي وصولاً إلى أبار الماء الصالح للشرب و دار الطالبة و ظهر باشوية أيت عميرة، و يزداد الوضع خطورة في الأيام الماطرة.

و في ذات الإتجاه أشار البيان أن” هذا المشروع الفاشل تم تشييده منذ أكثر من 14 سنة بعد وفاة طفلين بدوار العرب بسبب مرض “التهاب السحايا” الخطير، هذا المرض الذي أكد الخبراء آنذاك ارتباطه بشكل مباشر بالمياه التي يغرق فيها الشارع العمومي بعد هطول المطر نظراً لعدم وجود شبكة تطهير السائل آنذاك.

وأوضح ذات المصدر أن المشكل في تفاقم مستمر، خاصة خلال موسم تساقط الأمطار و تجمعها في قنوات الواد الحار.

مسار الترافع لدى السلطة المنتخبة والمحلية…

وفي المقابل، اتجهت اللجنة المحلية في سبيل الترافع لدى السلطات المحلية والمنتخبة ،حيث استعرضت تفاصيل جواب رئيس المجلس الجماعي لايت اعميرة، حيث أوضح هذا الأخير أن ” مجموعة من الاجراءات العملية أنجزت أشواط مهمة منها منذ سنة 2016 حتى اليوم مستشهداً بالوثائق” يضيف البيان.

وأشار ذات المتحدث أن ” الدراسة التي بدأت سنة 2016 بشراكة بين جماعة أيت عميرة و المجلس الاقليمي لشتوكة أيت بها قد انتهت إلى كون “محطة أكادير الكبير” قرب تكاض هي المصب الوحيد الممكن لاستقبال مياه الصرف الصحي القادمة من أيت عميرة و سيدي بيبي على التوالي، لكن الجماعة وقفت أمام الحاجز المالي الكبير جداً لمدة طويلة حتى سنة 2019 التي عرفت بصيص أمل.”

وذكر رئيس الجماعة في معرض جوابه المبسط في بيان اللجنة ان” سنة 2019 عرفت قبول دخول جماعة أيت عميرة للبرنامج الوطني لتطهير السائل، و هو البرنامج المدبر من طرف وزارة الداخلية و الموجه نحو تمويل و دعم هذا النوع من المشاريع. ليتم سنة 2020 توقيع اتفاقية شراكة و تمويل اعداد شبكة تطهير السائل بأيت عميرة بين وزارة الداخلية و جماعة أيت عميرة و RAMSA (الشركة التي ستنفذ المشروع) .”

وأضاف علي البرهيشي” أن هاته الاتفاقية التي تخص الشطر الأول (التجزئات و دوار العرب و دوار الحمر) حددت تكلفة المشروع في 18.4 مليار سنتيم ، وزارة الداخلية مولت %70 من المشروع أي ما قدره 12.9 مليار سانتيم، و مجلس الجهة رصد 3 مليار سنتيم مقسمة على 3 سنوات 2023 و 2024 و 2025، و الجماعة رصدت 1 مليار سنتيم حتى الان في انتظار إيجاد مصادر ل 1.5 مليار المتبقية. ”

كما صرح رئيس مجلس جماعة أيت اعميرة وفق منطوق البيان أن” المجلس يعيش حالة عجز تام مادياً بسبب المديونيات و آخرها مديونية الكهرباء، و كذلك بسبب ضعف ميزانية الجماعة مقارنة بحجمها الجغرافي و البشري، و يشتغل حالياً بقرار عاملي فقط في ظل شح الصناديق.

ومن جهة أخرى وعدت المندوبية السامية للمياه و الغابات ومحاربة التصحر في معرض جوابها ضمن البيان بتوفير 25 هكتار لانشاء محطة معالجة المياه العادمة قرب تكاض، و الترافع لا يزال لحد الان من أجل استفادة جماعة سيدي بيبي من برنامج تطهير السائل و إيجاد مصادر تمويل مشروعها كذلك، لأن المشكل برمته أصبح اليوم متوقفاً على انزال مشروع تطهير السائل بجماعة سيدي بيبي.”

وفي السياق ذاته ،ووفق ما جاء في البيان، أكد السيد العامل على الخطوات التي اطلعت عليها اللجنة سابقاً في لقائها مع المجلس الجماعي،حيث أشار إلى أن الغلاف المالي المخصص للمشروع متوفر حالياً بشكل كامل نسبياً، ساهمت وزارة الداخلية بحوالي 70% منه، كما أن الوعاء العقاري المخصص لإنشاء المحطة المتمثل في حوالي 25 هكتار متوفر قرب تكاد. و أضاف السيد العامل أن ملف تطهير السائل بجماعة سيدي بيبي يسير بخطوات تابثة في اتجاهه الصحيح. ”

ولم يفوت البيان الفرصة، نيابةً عن عموم ساكنة أيت عميرة بتوجيه الشكر كلجنة إلى السيد عامل إقليم شتوكة أيت باها على ترحيبه و استماعه و تعبيره على تعاطفه و تعاونه من موقعه مع أيت عميرة ككل على جميع الأصعدة، كما عبرت اللجنة في بيانها عن شكرها للسلطات المحلية على تحركاتها الميدانية في سبيل الحد من هذا المشكل الذي يؤرق بال الكل، كما نوهت بمجهودات السيد أبو بكر أوسعيد أحد أبناء المنطقة الغيورين لتعاونه و مساهمته القيمة في إيجاد حلول آنية لمشكل فيضان المياه العادمة على الشارع العمومي، كما شكرت اللجنة علي البرهيشي، رئيس جماعة أيت باها على مساهمته المالية الشخصية لتوفير جزء من الغازوال اللازم في عملية الافراغ.

يذكر أن مشروع واد الحار بدوار العرب شيد منذ عام 2009، بعد أن عرفت المنطقة انتشار لمرض التهاب السحايا في صفوف الأطفال.