✍️عبد القادر البروجي _ تاونات

أسدل الستار على دوري يوسف فرتوت بطهر السوق إقليم تاونات في نسخته الأولى يوم الأحد 22 ماي 2022 من فئتي الشبان والبراعم المنظم من طرف النسيج الجمعوي المرنيسي المكون من 10 جمعيات تنشط داخل التراب المحلي وخارجه من جماعات: (طهر السوق وتمضيت وبني ونجل تافراوت وفناسة باب الحيط)، تحت شعار [جميعا من أجل جيل رياضي].

مباراة افتتاح الدوري كانت يوم السبت 2 ابريل 2022 والذي عرف مشاركة 48 فريقا، 16 فريقا من فئة الفتيان و 32 فريقا من فئة الشبان منتمون إلى 4 جماعات قروية المذكورة أعلاه إضافة إلى جماعة بوعادل، إذ ما مجموع 435 لاعبا، وكما عرف الدوري 64 مباراة جرت أطوارها على 7 ملاعب بأعالي الجبال وعلى ضفاف نهر ورغة التي شيدها شباب متعطش رياضيا في ظل غياب ملاعب القرب التي أصبحت حلما كبيرا لشباب المنطقة التي تزخر بالعديد من مواهب رياضية، والتي تشكل متنفسا بالنسبة لهم، كما من شأنها إنقاذهم من براثن عوالم المخدرات المتفشية في أوساطهم نتيجة الهدر المدرسي المنتشر وانعدام فرص الشغل، وهذه التظاهرة تعتبر سابقة في تاريخ الدوريات المنظمة سابقا بالمنطقة.

هذا وقد فاز فريق أولاد علي بالميدالية الذهبية وبكأس الدوري إثر تغلبه على فريق شباب أهرامين في المباراة النهائية فئة الشباب بنتيجة 4 أهداف مقابل 3 وإحراز هذا الأخير الميدالية الفضية، فيما عاد الصف الثالث لفريق الملعب إثر فوزه على اتحاد سيدي عبد الرحمان بنتيجة 7 أهداف مقابل 3 ونال الميدالية النحاسية.

وعن فئة البراعم فاز فريق شباب حي فدان المير بالميدالية الذهبية وبكأس الدوري المذكور إثر تغلبه على فريق أمل أمالو بنتيجة 1-0 الذي احتل الصف الثاني وفوزه بالميدالية الفضية، وفاز فريق اتحاد واد القصبة بالصف الثالث والميدالية النحاسية إثر انتصاره في مباراة الترتيب على ريال واد القصبة بنتيجة 4-2، كما تم توزيع الكؤوس والجوائز على الفرق الثلاث الأولى وعلى أحسن هداف وأحسن لاعب وأحسن حارس مرمى في الدوري.

للإشارة فمبارتي الترتيب فئتي الفتيان والشبان أجريت أطوارهما بملعب سيدي عبد الرحمان بجماعة بني ونجل تافراوت، فيما جرت أطوار النهائي الذي مر في أجواء احتفالية رائعة وروح رياضية عالية بملعب حي فدان المير بطهر السوق، وأدار المبارتين الحكم رشيد بوليف وهو قيدوم الكرة المرنيسية، بمساعدة أحمد خبشة ورضوان المتمر.

وقد حظر هذا النهائي رئيس جماعة طهر السوق ورئيس جماعة بني ونجل تافراوت وبعض الأعضاء من الجماعات القروية المجاورة والسلطات المحلية بطهر السوق وفعاليات المجتمع المدني والنسيج الجمعوي المرنيسي، كما عرف حظور جماهيري غفير قدر بحوالي 3000 متفرج الذي حج من مختلف مناطق مرنيسة بجماعاتها الأربعة.

وعلى إثر هذا الدوري توصل النسيج الجمعوي المرنيسي برسائل عدة عبر فيديوهات مسجلة أشادوا فيها بالمجهودات المتميزة والكفاءات التنظيمية التي أبانت اللجنة المنظمة لفعاليات دوري يوسف فرتوت بمرنيسة، وبكونها رافعة للتنمية، وتعتبر الرياضة نبيلة تتوارثها الأجيال كما جاء في رسالة من قيدوم الكرة المغربية اللاعب الدولي عبد المجيد سحيتة ومن اللاعب الدولي والنجم الكبير حمادي حميدوش واللاعب الدولي خالد لبيض والرياضي الدولي البارز الحاج عبد السلام حنات الرئيس السابق لفريق الرجاء البيضاوي الذي ترك بصمة تنظيمية أعطت إشعاعا دوليا لفريق الرجاء الرياضي.

وفي رسالة أخرى من السيد سعيد بنمنصور رئيس جمعية رياضة وصداقة بالدار البيضاء وهي جمعية وطنية دائعة الصيت دوليا والتي تظم قدماء المسيرين الجامعيين لكرة القدم وقدماء اللاعبين والحكام الدوليين والصحفيين، إذ أعرب فيها عن سعادته بهذا الدوري، وأضاف أن جمعية رياضة وصداقة ستضرب موعدا لتأسيس أرضية عمل مشترك بينها وبين النسيج الجمعوي المرنيسي في القريب العاجل إن شاء الله.

وجاء في رسالة أخرى من اللاعب الدولي السابق والإطار الوطني يوسف فرتوت إذ ثمن فيها مبادرة هذا الدوري الذي يحمل إسمه وعبر عن شعوره الكبير بهذا المجهود الجبار، كما قدم اعتذارا كبيرا للمجتمع المرنيسي عن عدم حضوره المباراة النهائية لتواجده خارج أرض الوطن.

وحمل هذا الدوري إسم “يوسف فرتوت” اعترافا له بالجميل وبما قدمه من إبداعات لسنوات طوال في كرة القدم، وتخصيص دوري يحمل إسمه أقل تكريما لهذا الهرم الرياضي.

ولد يوسف فرتوت في 7 يوليوز 1970 بمدينة الدار البيضاء من أصول مرنيسية وبالضبط من دوار جامع دلم بجماعة بني ونجل تافروات بمرنيسة، وتدرج يوسف في كل فئات مدرسة الوداد البيضاوي ليلتحق بالفريق الأول سنة 1990، وفاز معه بعدة ألقاب أبرزها لقب دوري أبطال إفريقيا سنة 1992، كما فاز بلقب هداف الدوري المغربي سنة 1993 برصيد 18 هدفاً، وفي سنة 1995 غادر فريق الوداد ودخل عالم الاحتراف من بابه الواسع عبر نادي بيلينسيس البرتغالي من 1995 ودام لمدة ثلاث سنوات، وسجل خلالها 12 هدفا في 71 مباراة، وفي سنة 1998 إلتحق فرتوت بنادي أزد آلكمار الهولندي الذي لعب له إلى غاية 2001، وشارك خلالها في 48 مباراة وسجل 11 هدفا.

ومن أهم إنجازاته مع فرقه الوطنية خلال مسيرته الكروية:
* بطولة المغرب : 1990, 1991, 1993
* كأس العرش :  1989، 1994
* دوري أبطال أفريقيا : 1992
* دوري ابطال العرب : 1989 ,1992
* الكأس الأفروآسيوية للأندية : 1993

ولعب للمنتخب الوطني المغربي من سنة 1992 بعد تألقه الملفت داخل البطولة الوطنية وعلى صعيد كأس إفريقيا للأندية البطلة، حيث شارك مع الأسود في عدة تظاهرات، ويعتبر من هدافي المنتخب المغربي حيث سجل 12 هدفا دوليا، ودامت مسيرته الدولية إلى سنة 1998.

وحصل يوسف فرتوت على دبلومات عليا في مجال التدريب من هولندا وإيرلندا وفرنسا، ليعود إلى أرض الوطن ليشتغل داخل نادي الأم فريق الوداد البيضاوي كمدرب لفئة الأمل، ثم إلتحق بنادي رجاء بني ملال وحقق معه نتائج جد إيجابية والصعود إلى قسم الصفوة بالبطولة الإحترافية وذلك سنة 2012، كما درب عدة أندية وطنية بالقسم الأول والثاني وحقق معها نتائج جيدة كما هو الشأن بالنسبة لأولمبيك آسفي واتحاد الزموري للخميسات وشباب الريف الحسيمة والمغرب التطواني.

وخلال مشواره كلاعب شغل يوسف فرتوت صاحب الحذاء الذهبي لسنة 1993 مركز الهجوم واعتبر من خيرة المهاجمين والهدافين الذين عرفتهم الكرة الوطنية، إذ كان يمتلك احترافية في التعامل مع لعبته المفضلة، والروح الرياضية والأخلاق العالية التي تميز بها واستطاع تجسيد أروع القيم الإنسانية من صدق ووفاء واحترام وتواضع وشهامة وإيثار، عبر مواقف خالدة أظهرت الوجه الأخلاقي النبيل لهذا الرجل في أبهى صوره.

وفي تصريح لموقع “نشرة” الإخباري التي تابعت الدوري عن كثب، وباسم النسيج الجمعوي المرنيسي قال السيد هشام الشتيوي أن هذا الدوري الذي نظمته فعاليات المجتمع المدني بمرنيسة عرف نجاحا باهضا بالنظر إلى عدد الفرق وعدد المشاركين وعدد الملاعب وهذا ليس بالسهل، وأضاف في كلمته وبالمناسبة هنأ فيها النسيج الجمعوي على نجاح هذا الدوري الذي شاركت فيه 48 فريقا من فئتي الصغار والكبار، وأجريت خلاله 64 مباراة وأكثر من 4000 دقيقة لعب، وأضاف أن الدوري نظم في 6 ملاعب من 4 جماعات مرنيسية.

وتابع الإطار البنكي هشام الشتيوي في تصريحه لنفس الموقع أن الهدف من هذا الدوري هو رفع ملف مطلبي وعلى رأسه العناية وخلق بنية تحتية رياضية تليق بحجم تطلعات شباب المنطقة وتكوين جيل رياضي الذي هو شعار هذا الدوري، وأضاف أن هذا الجيل يهدف إلى خلق فريق يمثل المنطقة بصفة عامة، وقال أن الهدف الثالث هو الاعتراف بجميل أبناء المنطقة كالاعب الدولي يوسف فرتوت والحارس العالمي ياسين بونو كونه من أصول مرنيسية وكذلك البطل الأولمبي العالمي في ألعاب القوى عبد السلام الراضي وآخرون.

وأعرب في كلمته بالمناسبة، إذ قدم كلمة شكر وامتنان لكل من رؤساء وأعضاء المجالس الجماعية لطهر السوق وتامضيت وبني ونجل تافراوت وفناسة باب الحيط على مساهمتهم المعنوية والمادية بهذا الدوري، وللسلطات المحلية بطهر السوق، وممرضو المستشفى المركزي بطهر السوق، والمجتمع المدني المرنيسي والجمهور الذي حج بكثرة، وللأطر الرياضية الوطنية التي أشادت بهذا الدوري وتفاعلت معه، ولكل الفرق التي شاركت في الدوري واللجنة التنظيمية والحكام وكل من ساهم في إنجاح هذا العرس الرياضي الكبير من قريب أو من بعيد.