يعد أشرف حكيمي، المولود في المغرب عام 1998، أحد أبرز الأسماء في موقعة باريس سان جيرمان وريال مدريد في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال الذي يجمع الفريقين غدا الثلاثاء بملعب حديقة الأمراء معقل البي إس جي. وعلى الرغم من أنه يعد أحد ناشئي الريال، إن اللاعب المغربي رحل عن صفوف الفريق الإسباني بحثا عن التقدير حتى لو على حساب الميرينجي.

وأجرت صحيفة ماركا الإسبانية حديثا مع اللاعب العربي بعد انتهاء كأس أمم إفريقيا التي شارك فيها مؤخرا مع المنتخب المغربي، حيث كشف عن حزنه للخروج من البطولة من الدور ربع النهائي على يد مصر (1-2 بعد اللجوء لشوطين إضافيين)، على الرغم من المجهود الذي بذله وزملاؤه، مؤكدا أنهم كانوا يتمنون الذهاب أبعد من ربع النهائي؛ لكنه عاد وأكد شعوره بالفخر بعد العمل الذي قام به (أسود الأطلس).

واعتبر حكيمي أن أقوى مفاجآت كأس أمم إفريقيا كان منتخب جزر القمر، الذي تجاوز دور المجموعات لأول مرة في تاريخ مشاركاته بالبطولة واللعب بدون حارس مرمى وكل ما حدث مع الفريق على خلفية كوفيد-19، معترفا بأنه تعاطف مع لاعبي جزر القمر وأنه التقاهم في الفندق و”أكدت لهم أن ما أنجزوه شرف كبير”.

ومن حيث اللاعبين، أشار المغربي إلى كمال الدين سليمانا، الجناح الأيسر الرائع الذي يلعب في صفوف رين الفرنسي ومثل غانا في المسابقة القارية، ومن فريقه أثنى حكيمي على زميليه نايف أكرد وريان ماي.

وعما إذا كان يشعر بالضغط بسبب وجوده في فريق كبير بحكم باريس سان جيرمان، أقر حكيمي: “نعم، لعبت في دوريات مختلفة مع فرق عديدة جميعها تضع أهدافا كبيرة؛ لكنني لطالما أحببت هذا الضغط. ربما لدينا فعلا لاعبون كبار حاليا، والكثير من التوقعات بالتالي؛ لكنني أبذل قصارى جهدي، وألعب بهدوء يوما بيوم”.

وتابع: “أشعر بالراحة التامة هنا، كما لو كنت في المنزل. استقبلني الناس بحفاوة وكذلك النادي والجمهور. لاحظت هذا الحب قبل وصولي حتى، راهن النادي علي وبذل جهودا حثيثة للحصول على خدماتي. تكلمت مع المدرب طويلا ومنحني الثقة. اللاعبون أيضا استقبلوني بترحاب، وقالوا لي أن أحاول اللعب بهدوء واستمتاع”.

بالمثل، أوضح اللاعب، الذي تألق بتسجيله لهدفين رائعين من ركلة حرة مباشرة في البطولة الأفريقية، أن التدرب إلى جوار ميسي ونيمار “يجعلك أفضل وأنت بدورك تساعدهم. أنا محظوظ للعب حرفيا إلى جوار الأفضل في العالم كل في مركزه وأتعلم حقيقة وأتطور يوميا”.

وأضاف: “من الطبيعي أن يذهلك ميسي أو يخطف نيمار ومبابي انتباهك؛ لكن اللاعب الذي فاجأني حقيقة، رغم أنني كنت أعرفه مسبقا، هو ماركو فيراتي. رؤيته شخصيا والمران معه وملاحظة الهدوء الشديد الذي يلعب به حتى لو كان تحت وطأة الضغط. يتقن الاحتفاظ بالكرة، ومن المستحيل تجريده منها”.

وعن ثناء مبابي عليه ووصفه له بأنه أفضل ظهير في العالم، اعتبر حكيمي “حين يشيد بك لاعبون كبار مثل كيليان فهذا أمر يبعث على الرضا؛ لأنه يعني أنك تقوم بالأمور على أمثل وجه. أثمرت كل هذه الأعوام من العمل والتضحية عن وصولك هنا، وأثبتت أن الأمر يستحق”.

كما أبرز اللاعب المغربي أنه تغير كثيرا في باريس سان جيرمان مقارنة بما كان عليه في الميرينجي، وقال: “أصبحت أكبر عمرا وأكثر نضجا وخبرة. في مدريد، كنت وافدا لتوي من الرديف واللعب مع الناشئين، وأفتقر إلى الخبرة على المستوى الاحترافي. أما الآن وبعد ارتدائي قمصان فرق كبرى عديدة، فقد صقلت خبراتي ونضجت وأصبحت أكثر تحملا للمسؤولية”.

واستطرد: “الرحيل عن الريال كان بسبب مزيج من عدم النضج وضعف الثقة معا. من الطبيعي ألا يراهن عليك النادي كثيرا، لأنك لا تزال لاعبا صغيرا؛ لكن حين رحلت إلى دورتموند كان ذلك على سبيل الإعارة وقدمت مستوى رائعا خلال موسمين، وكان ينبغي علي أن أعود وأتخذ قرارا. أعتقد أن ريال مدريد لم يكن يريد الرهان علي وقتها، رغم أنه كان بوسعي اللعب على أعلى مستوى”.

وأردف: “وحين غادرت إلى إنتر ميلان كان هناك بند يسمح بالشراء النهائي. أعتقد أن الريال لم يكن يريد الرهان علي مثلما كانت تريد أندية أخرى. وأنا سعيد لأنني لا أعتقد أن هذه الفرق لم تكن مخطئة حين وضعت ثقتها بي”.