نشرة: تازة

ما تزال معاناة سكان حي القدس مستمرة، في ظل التأخير الكبير وتعثر الأشغال التي تشهدها المنطقة منذ فترة طويلة. وتزداد هذه المعاناة مع كل حادث يقع نتيجة للأشغال غير المكتملة والتي تشكل تهديدًا مباشرًا على سلامة المواطنين. آخر هذه الحوادث كان سقوط أحد الرجال بسبب تعثره في أنابيب الفايبر التي تقطع الرصيف المخصص للمشاة، مما أدى إلى إصابته على مستوى كتفه، ولولا العناية الإلهية لكان قد تعرض لإصابة خطيرة في رأسه نتيجة لوجود حاوية أسلاك الفايبر الاسمنتية في مكان قريب. هذا الحادث يضاف إلى سلسلة حوادث مشابهة كان قد تعرض لها أكثر من خمسة أشخاص، من بينهم امرأتان، منذ بدء الأشغال في الحي.

هذا الواقع يعكس صورة مقلقة لما يعانيه السكان جراء التباطؤ في تنفيذ المشاريع، إضافة إلى غياب إجراءات السلامة والاحتياطات اللازمة خلال الأشغال. إن التساؤلات التي تطرحها الساكنة تتزايد: متى ستنتهي هذه الأشغال؟ ومن يتحمل المسؤولية عن التأخير الذي طال لأشهر؟ فالأشغال التي كان من المفترض أن تُحسن البنية التحتية للحي وتحسن ظروف الحياة فيه، باتت تشكل عبئًا إضافيًا على السكان الذين يعانون يومياً من هذه المخاطر.

إن التأخير في الأشغال ليس مجرد إزعاج أو تكدس للمشاكل، بل هو تهديد حقيقي للسلامة العامة. ووفقًا لشهادات السكان، فإنهم يشعرون بالإحباط والقلق بسبب استمرار هذه الوضعية، إذ لا يبدو أن هناك تحركًا جادًا من الجهات المعنية للحد من هذه المعاناة. إن السؤال الذي يجب أن تطرحه الجهات المسؤولة هو: ماذا ينتظر المسؤولون لاتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء هذا الوضع؟

من الضروري أن تتحرك الجهات المختصة بسرعة لإيجاد حلول لهذه الأزمة، واتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة المواطنين. كما يجب أن تتحمل الشركات المنفذة للمشاريع مسؤوليتها كاملة، وأن تُسارع في إتمام الأشغال وفقًا للجدول الزمني المحدد، مع الالتزام بمعايير السلامة المطلوبة. إن المواطن في حي القدس يستحق بيئة آمنة ومستقرة، ولا ينبغي أن تظل معاناته مستمرة بسبب التباطؤ أو الإهمال.