✍️ المصطفى المرجاني

يعتبر الحزب السياسي أداة رئيسية للتنمية في مجالاتها المختلفة ، والذي يقوم على التفكير الإبتكاري والتنظيمي الذي يسعى للربط الوظيفي بين التطبيق والتنظير .
إن العمل الحزبي ضرورة ملحة للمساهمة الفعالة والحقيقية نحو بناء الدولة في ضوء فكر تنموي وطني يراعي السياسة الداخلية والخارجية .
إن تراجع الثقة في الأحزاب المغربية وتدني نسب التصويت في الإنتخابات ، وعزوف ملحوظ يطرح نفسه ، وأن مشكل الأساس هو مشكل ثقة ، مما جعل الساحة السياسية تعرف فراغا كبيرا ، وعدم الرضى عن دور الأحزاب ، لأن النسق الإجتماعي والسياسي بالمجتمع المغربي لم يمكنهم من تحقيق انتظاراتهم وتطلعاتهم .
إن التغييرات التي طرأت على الحقل السياسي المغربي في الٱونة الأخيرة وسعت الهوة بشكل كبير ، ويرى بعض الخبراء أن الحل أولا : إعادة التفكير في حصيلة الدراسات السابقة والمنهجية أمرا ضروريا ، ثانيا إخلاء الساحة السياسية للجيل الجديد وإدماج الفئة الشبابية وإعطائهم الدور الإستراتيجي في الحياة السياسية من خلال العمل الحزبي ومنحهم القدرة على المشاركة الفعالة في ضوء مايتاح لهم .
أحد المهتمين بالشأن السياسي المغربي يرى أن الشباب المغربي بحاجة إلى تفاعل الأحزاب معهم ، والإهتمام بمشاغلهم وإحتواء مطالبهم بإعتبارهم ركيزة أساسية في النظام الديمقراطي ، كما يؤكد على أن التأطير السياسي المستمر والنوعي وتجديد النخب والقيادات الشابة ، وإتاحة الفرص أمام مختلف فئات المجتمع والحرص على نشر ثقافة المواطنة والديمقراطية ، بدلا من التهميش والإستحواذ والإقتصار على فئة معينة وزعت الأدوار في مابينها في إقصاء تام للفئة الشبابية .
لقد بات المستقبل الحزبي مرهونا بالمشاركة الشبابية التي لها القدرة على التغيير والعطاء والبذل ، نظرا لما يمتلكونه من طاقة متجددة ، وجرأة في الممارسة ودأب نحو تحقيق الهدف ، وإعطائهم فرصة إدماجهم في الصفوف الأولى كقيادات في الأحزاب السياسية ، حتى يتمكنوا من إتباع المنهج التنظيمي والفكر الإستراتيجي في فتح قنوات الإتصال الجماهيري بغية المشاركة الفاعلة في كافة الأنشطة السياسية والمجتمعية .
إن المشاركة في الأحزاب السياسية المتعددة ومتنوعة الفكر والرؤى تصبح منبرا حرا يفرغ من خلاله الشباب طاقاتهم ، ويعبرون عن تطلعاتهم وإرساء مستقبلهم من خلال عمل تنظيمي ديمقراطي يتم بالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص