✍️ أخراز لحسن 

الجماعة الفقيرة من حيت المدخلات والتي كان منتظرا طبعا أن تكون فقيرة في المخرجات، لكن بالطبع ليس إلى هذا الحد!؟ إنها تعاني في الصمت وفي الصوت، في الخفاء والعلن؛ جماعة تعاني ساكنتها وسط الصبر الجبار المنقطع النظير للظروف الصعبة، وتعاني من واقعها المر سواء في حالة الاحتجاجات أو بدونها، هنا حيت لا شيء يتغير ولا يمكنه أن يتغير!!
هنا حيت الإنتخابات خاضعة لمنطق الحياة القروية والأسرة الممتدة و”حشومة” و”العار” هنا حيت الناس البسطاء من طبيعتهم احترام الأصول (ابن فلان، ابن الدوار…) لكن في زمن البيروقراطية التنظيمية للإدارات والجماعات، فإن هذا المنطق يعد أزمة/عائق تنموي طبعا.
لكن لا توجد أية طريقة لشرح هذا الجانب للساكنة! والطريقة الوحيدة هي التعليم والوعي، لكن هذا التعليم بدوره لا وجود له في هذه الجماعة التي تعاني وكأنها معزولة خارج الزمان والمكان، جماعة يعاني أبنائها -وأنا واحد منهم- من غياب المدارس بأبسط شروطها، اللهم بعض الفرعيات التي بها أقسام في القفار دون أبسط شروط الدراسة كما ذكرت، والمناسبة ضيقة جدا لجردها بالتفصيل، ويكفي ما حدث في المدرسة الجماعاتية التي أتت أخيرا وليتها لم تأتي؛ حيت شهدت أزمة التنزيل من طرف الاكاديمية الجهوية والجماعة المحلية وجمعية النقل المدرسي، لتحرم الأطفال من الزمان المدرسي في بداية الموسم, وها هي الآن تعاني في وسطه من مشاكل النقل وأزمة الجمعية المسيرة للقطاع من جديد، لتشهد غياب التلاميذ عن أقسامهم بسبب النقل مرة أخرى!

غياب التعليم ومعاناة الساكنة جعل المسيرين في مختلف الولايات الإنتخابية لهذه الجماعة (وليس هذه الولاية فقط) مرتاحي البال، لا احتجاج ولا هم يحزنون، فالناس هنا كالسفن الصحراوية (الإبل) إعتادوا على القساوة وتحمل العطش…فإلى متى؟
إن خروج هذه الساكنة للإحتجاج من جديد أمر غير معتاد، وإن حدث وخرج الناس في هذه الجماعة للإحتجاج فهذا يعني أن الأمر لا يتعلق بتحسين الظروف الاجتماعية ولا التنمية القروية ولا هم يحزنون، الأمر يتعلق بالمياه وأزمة العطش أو شرط آخر من شروط البقاء على قيد الحياة فقط لا غير.
إن سوء تدبير الجماعة المحلية لملف طريق السريع وغياب من يترافع عن حقوق الساكنة جعل هذا الطريق شبيه ب”الكابوس”، فقد فرض العزلة على دواوير عدة، بسبب قنطرة “القادوس” المعلومة والمشهورة أكثر من المرشح نفسه لمنطقة (إذ-لحسن) وفقط في جماعة سيدي بوعبدلي: الطريق هو سبب عزلة الساكنة!؟ هنا حيت الطريق أغلق الطريق!؟

الساكنة تضررت من تخريب “النطفية”/”تنوضفي” للعديد من الدواوير التي لا حول ولا قوة لها أمام الطريق السريع “الشبح” المار إلى الصحراء، وها هي اليوم -الساكنة- تحتج ضد انقطاع (مع الإستمرار) الماء الذي زودت به الجماعة مختلف الدواوير. لا أدري إن كانت هناك جماعة في وقتنا الحالي تعاني من التعليم والعطش والطريق…أما إشكالية الصحة فلا أدري إلى أي حد وصل بهم الوضع هناك؟ يأتي هذا في زمن البرامج التنموية للعالم القروية اقتصاديا واجتماعيا…!

مهما حدث في المغرب من تنمية وتغيير وتطور فإن هذه الجماعة قام مسيروها بمعية المركزية التنموية بعزلها بعيدا عن المغرب الحديث.

الله غالب.